وعلَّقه البخاريُّ بإثر (٤٥٥٩) عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهْري. وأخرجه أحمد (٥٦٧٤)، والترمذي (٣٠٠٤) من طريق عُمر بن حمزة، عن سالم، به. وفي رواية أحمد: "اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سُهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية"، وفي رواية الترمذي لعنُ أبي سفيان، بدل: سُهيل بن عَمرو. وفي آخره عند أحمد: فتِيبَ عليهم كلِّهم، وعند الترمذي: فتاب الله عليهم، فأسلمُوا فحسُن إسلامُهم. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، يُستغرب من حديث عُمر بن حمزة، عن سالم عن أبيه، وقد رواه الزُّهْري، عن سالم عن أبيه، لم يعرفه محمد بنُ إسماعيل من حديث عُمر بن حمزة، وعرفه من حديث الزُّهْري. وأخرج البخاري (٤٠٧٠) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، سمعتُ سالم بنَ عبد الله يقول: كان رسولُ الله يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٍ﴾ إلى قوله: ﴿فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٧/ ٣٦٦: هو مرسل، والثلاثة الَّذين سمَّاهم قد أسلموا يوم الفتح، ولعلَّ هذا هو السِّرُّ في نزول قوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾. وأخرجه أحمد (٥٨١٢) و (٥٨١٣)، والترمذي (٣٠٠٥)، وابن حبان (١٩٨٨) من طريق خالد بن الحارث، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، يُستغرب من هذا الوجه من حديث نافع عن ابن عمر، ورواه يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان. قال السِّندي: قوله: فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٍ﴾، هذا يدلُّ على أنه نسخ لعن الكافرين في الصلاة، والظاهر أنَّ أبا هريرة كان يحملُه على لعن الكافر المعيَّن، ويرى لعن مطلق الكافرين في الصلاة جائزًا، والله تعالى أعلم. اهـ. وينظر كلام ابن حبان بإثر حديثه. وقال السِّندي أيضًا في حاشيته على "مسند" أحمد (٦٣٥٠): قوله: دعا على ناس من المنافقين؛ قد جاء أنه دعا على ناس من المشركين، فيحتمل أن لفظ المنافقين من تصرف الرواة، أو كان الدعاء على المشركين والمنافقين جميعًا، ووقع من الرواة الاقتصار على ذكر أحدهما في كلّ محلّ.