وتُنْظَر الأحاديث الثلاثة الآتية. قال السِّنْدي: قوله: "اخْتِلاس" أي: سَلْبُ الشيطان من كمالِ صلاتِه، وضمير "يختلِسُه" منصوبٌ على المصدر. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٢/ ٢٣٤: إنَّه يدلُّ على كراهة الالتفات وهو إجماع، لكن الجمهور على أنَّها للتنزيه، وقال المتولِّي: يحرم إلَّا للضرورة، وهو قول أهل الظاهر … والمُرَادُ بالالتفات المذكور ما لم يستدبر القبلة بظهرِه أو عنقِه كلِّه، وسبب كراهة الالتفات يحتمل أن يكون لنقص الخشوع، أو لترك استقبال القبلة ببعض البدن. (١) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، إلَّا شيخ عبد الرحمن؛ فهو هناك زائدة بن قدامة، وفي هذا الإسناد أبو الأحْوَص: وهو سَلَّام بن سُلَيم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١١٢١). وأخرجه البخاري (٧٥١) و (٣٢٩١)، وأبو داود (٩١٠)، والترمذي (٥٩٠) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. (٢) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الدارقطني قال - كما ذكرتُ عند الرواية (١١٩٦) -: والصحيح عن أشعث بن أبي الشَّعْثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة. لكن قال الحافظ في "الفتح" ٢/ ٢٣٤: ويحتمل أن يكون للأشعث فيه شيخان؛ أبوه وأبو عطية بناءً على أن يكون أبو عطية حملَه عن مسروق، ثم لقيَ عائشةَ فحملَه عنها. قلت: ومع ذلك رجَّح الرواية التي رجَّحها الدارقطني. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وأبو عطية: هو الوادعي الهَمْداني، واسمه مالك بن عامر، أو ابن أبي عامر، أو ابن عوف، أو ابن حُمْرَة، أو ابن أبي حُمْرَة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١١٢٢). وأخرجه المصنِّف في "السنن الكبرى" برقم (٥٣١) من طريق مَخْلَد بن يزيد الحرَّاني، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.