للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٤٨٣ - أخبرنا محمد بن عُبيد الله بن عبد العظيم قال: حدَّثني إبراهيم سَبَلان، قال: حدَّثنا عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبيُّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: كَسَفتِ الشَّمسُ على عهدِ رسولِ الله ، فقامَ فصلَّى للنَّاس، فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ قامَ، فأطالَ القيام، وهو دونَ القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، وهو دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ سجدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سجدَ، فأطالَ السُّجودَ،


= قال السِّندي: قوله: "لم تَعِدْني وأنا فيهم ..... إلخ" أي: ما وعَدْتَني هذا، وهو أن تُعذِّبهم وأنا فيهم، بل وعدتني خلافه، وهو أن لا تعذِّبهم وأنا فيهم، يريد به قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾ الآية [الأنفال: ٣٣]، وهذا من باب التضرُّع في حضرته وإظهار غناه وفقر الخلق، وأنَّ ما وعد به من عدم العذاب ما دام فيهم النبيُّ يمكن أن يكون مقيدًا بشرط، وليس مثلُه مبنيًّا على عدم التصديق بوعده الكريم، وهذا ظاهر، والله أعلم.
وقوله: "أُدْنِيَتِ الجنةُ منِّي" من الإدناء، قال الحافظ ابن حجر: منهم من حمله على أنَّ الحُجب كُشِفت له دونها، فرآها على حقيقتها، وطُويت المسافة بينهما حتى أمكنه أن يتناول منها، ومنهم من حمله على أنها مُثِّلت له في الحائط كما تنطبع الصورة في المرآة، فرأى جميع ما فيها.
وقوله: "من قطوفها" جمع قِطْف: وهو ما يُقطَع منها، أي: يُقطع ويجتنى.
وقوله: "تُعذَّب في هِرَّة" أي: لأجل هِرَّة وفي شأنها.
وقوله: "خشاش الأرض" هوامها وحشراتها.
وقوله: "ولَّت" أي: أدبرت المرأة، والحاصل أن الهرَّة في النار مع المرأة، لكن لا لتُعذَّب الهِرَّةُ، بل لتكون عذابًا في حقِّ المرأة.
وقوله: "صاحب السِّبتِيَّتين" هكذا في نسخة النسائي، وفي كتب الغريب: صاحب السائبتين، في "النهاية": "سائبتان": بدنتان أهداهما النبيُّ إلى البيت، فأخذهما رجلٌ من المشركين، فذهب بهما، وسمَّاهما سائبتين؛ لأنَّه سيَّبهما لله تعالى.
قلت: وقال في "النهاية" في قوله: "يا صاحب السِّبتِيَّتين": "السِّبْت" بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ يُتَّخذ منها النَّعال، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّ شعرها قد سُبِتَ عنها، أي: خُلِقَ وأُزيل. "المِحْجَن" عصًا مُعوَجَّة الرأس.