وقوله: "أُدْنِيَتِ الجنةُ منِّي" من الإدناء، قال الحافظ ابن حجر: منهم من حمله على أنَّ الحُجب كُشِفت له دونها، فرآها على حقيقتها، وطُويت المسافة بينهما حتى أمكنه أن يتناول منها، ومنهم من حمله على أنها مُثِّلت له في الحائط كما تنطبع الصورة في المرآة، فرأى جميع ما فيها. وقوله: "من قطوفها" جمع قِطْف: وهو ما يُقطَع منها، أي: يُقطع ويجتنى. وقوله: "تُعذَّب في هِرَّة" أي: لأجل هِرَّة وفي شأنها. وقوله: "خشاش الأرض" هوامها وحشراتها. وقوله: "ولَّت" أي: أدبرت المرأة، والحاصل أن الهرَّة في النار مع المرأة، لكن لا لتُعذَّب الهِرَّةُ، بل لتكون عذابًا في حقِّ المرأة. وقوله: "صاحب السِّبتِيَّتين" هكذا في نسخة النسائي، وفي كتب الغريب: صاحب السائبتين، في "النهاية": "سائبتان": بدنتان أهداهما النبيُّ ﷺ إلى البيت، فأخذهما رجلٌ من المشركين، فذهب بهما، وسمَّاهما سائبتين؛ لأنَّه سيَّبهما لله تعالى. قلت: وقال في "النهاية" في قوله: "يا صاحب السِّبتِيَّتين": "السِّبْت" بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ يُتَّخذ منها النَّعال، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّ شعرها قد سُبِتَ عنها، أي: خُلِقَ وأُزيل. "المِحْجَن" عصًا مُعوَجَّة الرأس.