وقوله: "وصلُّوا كأحدث صلاة" فيه أنَّه ينبغي أن يلاحظ وقت الكسوف، فيصلِّي لأجله صلاةً هي مثل ما صلَّاها من المكتوبة قُبيلها، ويلزم منه أن يكون عدد الركعات على حسب تلك الصلاة، وأن يكون الركوع واحدًا، ومقتضى هذا الحديث أنه يجب على الناس العمل بهذا، وإن سُلِّم أنَّه ﷺ صلَّى بركوعين؛ لأنَّ هذا أمرٌ للناس، وذلك فِعْلٌ، فليُتأمَّل. (١) إسناده ضعيف، أبو قِلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي - كثير الإرسال، ولم يُصرِّح بسماعه من قبيصة بن مخارق، وذكر البيهقي في "السنن" ٣/ ٣٣٤ أنَّه لم يسمعه منه، إنما رواه عن رجل عنه، وهذا الرجل هو هلال بن عامر - وقيل: عمرو - البصري كما سيأتي في التخريج، وهو لا يُعرف كما قال الذهبي في "الميزان" ٥/ ٦٨. ورُوي الحديث - أيضًا كما في الرواية السابقة - عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، وذكرنا أنَّ أبا قلابة لم يسمع من النعمان، وهذا يدلُّ على أنَّ في الحديث اضطرابًا. وعبيد الله بن الوازع - وإن يكن مجهولًا - تُوبعَ كما سيأتي. عمرو بن عاصم: هو ابن عُبيد الله الكلابي القيسي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٨٨٤). وأخرجه أحمد (٢٠٦٠٧) عن عبد الوهاب الثقفي، و (٢٠٦٠٨)، وأبو داود (١١٨٥)، والحاكم ١/ ٣٣٣ من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٣٣١ من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وابن قانع في "معجمه" ٢/ ٣٤٤ من طريق عبد الوارث، =