وأخرجه أحمد -بنحوه- (٢٤١١٥)، وابن حبان (٣١٣٧) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، به. وينظر ما سلف برقم (١٨٤٨). (١) إسناده صحيح، ابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله، وقد اختُلِفَ عليه كما هو مبسوط في "مسند" أحمد (٢٥٠٧٩)، ورواه عنه سفيان بن عُيينة واختُلِف عليه أيضًا: فرواه عبد الجبار بن العلاء هنا وفي "السنن الكبرى" برقم (١٩٩٦)، وعبد الرحمن بن بشر - فيما أخرجه مسلم (٩٢٩) - كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة عن ابن عبَّاس، عن عائشة. وخالفهما هشام بن عمار - فيما أخرجه ابن ماجه (١٥٩٥) - فرواه عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، بلفظ: إنما كانت يهوديةٌ ماتت، فسمعهم النبيُّ يبكون عليها، قال: "فإنَّ أهلها يبكون عليها، وإنّها تعذَّب في قبرها". ولم يذكر ابن عبَّاس في الإسناد. وذكر الدارقطني في "العلل" ١٥/ ٤ أنَّ محمد بن مسلم الطائفي رواه عن عمرو بن دينار، عن بن عبَّاس، عن عائشة. لم يذكر ابن أبي مليكة في الإسناد. ثم ذكر طريق ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبَّاس، عن عائشة، وقال: هو الصواب. وتنظر الرواية التالية، وينظر ما سلف برقم (١٨٤٨). قال السِّندي: قوله: "إن الله يزيد الكافر" فحمَلَتِ الميت على الكافر، وأنكرت الإطلاق، وقد جاء فيه الزيادة، كقوله تعالى: ﴿زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ﴾ [النحل: ٨٨]، وقوله: ﴿فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ [النبأ: ٣٠]، لكن قد يقال: زيادة العذاب بعمل الغير أيضًا مشكلةٌ مُعارضَةٌ بقوله: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ … ﴾ الآية، فينبغي أن تُحمَلَ الباءُ في قوله: "ببعض بكاء أهله" على المصاحبة لا السببية، وتخصيص الكافر حينئذٍ؛ لأنَّه محلٌّ للزيادة، والله أعلم.