قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (ترجمة عبد الله بن حُبْشِيّ): ذكرَ البخاريُّ في "التاريخ الكبير" [٥/ ٢٥] له علَّةً، وهي الاختلاف على عُبيد بن عُمير في سنده، فقال عليّ الأزدي عنه هكذا، وقال عبدُ الله بنُ عُبيد بنُ عمير: عن أبيه، عن جدِّه، واسم جدِّه قتادة الليثي، لكن لفظ المتن: قال: "السَّماحةُ والصَّبْر"، فمن هنا يمكن أن يقال: ليست العلَّةُ بقادحةٍ. وقوله منه: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان لا شكَّ فيه، وجهادٌ لا غُلُول فيه، وحجَّة مبرورة" له شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي برقم (٢٦٢٤) وإسناده صحيح. وقوله منه: أيُّ الصلاة أفضل؟ قال: "طولُ القُنوت" له شاهد من حديث جابر عند مسلم (٧٥٦). وقوله منه: أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: "جُهد المُقِلّ" له شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (٨٧٠٢)، وإسناده صحيح. وقوله منه: أيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "مَنْ هَجَرَ ما حَرَّم الله" له شاهد من حديث جابر عند أحمد (١٥٢١٠). وقوله منه: أَيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "مَنْ جاهدَ المشركين بماله ونفسه … " إلخ، له شاهد من حديثي أبي سعيد الخُدري وجابر عند أحمد (١١١٢٥) و (١٤٢١٠). وتنظر تتمة شواهده في التعليق على حديث "المسند" (١٥٤٠١). وسيأتي الحديث عن هارون بن عبد الله، عن حجَّاج، به، مختصرًا، برقم (٤٩٨٦). وقوله: "جُهْد المُقِلّ"، أي: قَدْر ما يحتملُه حالُ مَنْ قَلَّ له المال، والمرادُ ما يعطيه المُقِلُّ على قَدْرِ طاقته. وقوله: "وعُقر جواده"، أي: فرسُه، والمراد قتل من صرفَ نفسَه وماله في سبيل الله. قاله السِّندي.