للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٥٦٣ - أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار، عن محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن عليِّ بن مُدْرِك (١)، عن أبي زُرْعَةَ بن عَمْرِو بن جَرِيرٍ، عَن خَرَشَةَ بن الحُرِّ

عن أبي ذرٍّ، عن النبيِّ قال: "ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ الله ﷿ يومَ القيامة ولا ينظرُ إليهم ولا يُزَكِّيهم ولهم عذاب أليم" (٢) فقرأها رسولُ الله ، فقال أبو ذرٍّ: خابُوا وخَسِرُوا، خابُوا وخَسِرُوا. قال: "المُسْبِلُ إزارَهُ، والمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذب، والمَنَّانُ عطاءَهُ (٣) " (٤).


= وذكره ابن حبان في "الثّقات"، وصحَّح له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات. عُمر بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٣٥٤).
وأخرجه أحمد بنحوه (٦١٨٠)، وابنُ حبان (٧٣٤٠) من طريقين عن عُمر بن محمد، بهذا الإسناد. ولفظُه عند ابن حبان: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، ومُدمنُ الخمر، والمنَّان بما أعطى".
ولأطراف الحديث شواهد، ينظر الحديث بعده، وينظر التعليق على "مسند" أحمد.
قال السِّنديّ: قوله: "لا ينظر الله إليهم" أي: نَظَرَ رحمة أوّلًا، وإلا فلا يغيبُ أحدٌ عن نظره، والمؤمن مَرْحومٌ بالآخرة قطعًا. و "المُتَرَجِّلَة" التي تتَشَبَّهُ بالرِّجال في زِيِّهم وهيئاتهم، فأمَّا في العلم والرأي فمحمود و "الدَّيُّوث" هو الذي لا غَيْرَة له على أهله، "لا يدخلون الجنة": لا يستحقون الدخولَ ابتداءً، "والمُدْمِن الخمر" أي: المُديم شُرْبَهُ الذي مات بلا توبة.
(١) في (ك): المدرك.
(٢) قوله: "لا يكلمهم الله. . ." إلخ، هو على لفظ الآية (٧٧) من سورة آل عمران ببعض تقديم وتأخير: ﴿وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، ومثلُها في سورة البقرة (١٧٤) دون قوله: ولا ينظر إليهم.
(٣) في (ر) ونسخة في هامشي (م) و (هـ): والمنَّان بما أعطى.
(٤) إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر. وهو في "السُّنن الكبرى" بالأرقام: (٢٣٥٥) و (٦٠٠٧) و (٩٦٢١) و (١٠٩٤٦)، ولم يتكرر فيها قوله: خابوا وخسروا، إلا في الرواية الأولى، وجاء في الروايتين الأوليين: "المُسْبِلُ إِزارَه خُيلاءَ".
وأخرجه مسلم (١٠٦)، وابن ماجه (٢٢٠٨) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد، وقرنَ به =