وأخرجه أحمد (١٨١٢) و (٣٣٧٨) عن هشيم، بهذا الإسناد، غير أن فيه: عن عبد الله بن عباس، أو عن الفضل بن عباس، وقد صرَّح هُشيم فيه بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وقد اختلف في إسناده ومتنه على يحيى بن أبي إسحاق: أما الإسناد: فرواه هُشيم، عنه، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عبَّاس دون شكّ، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (٥٣٩٣)، وقال هُشيم في روايتي أحمد السالف ذكرهما: عن عبد الله بن عباس، أو عن الفضل بن عباس، وكذلك رواه إسماعيل ابن عُليَّة على الشك عند أحمد (٣٣٧٧). ورواه محمد بنُ سِيرِين كما سيرد برقمي (٢٦٤٣) و (٥٣٩٤)، وشعبة كما سيرد برقم (٥٣٩٥)، كلاهما عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن الفضل بن عباس، وسليمان لم يسمع من الفضل كما ذكر المصنِّف بإثر الرواية (٥٣٩٥). وأما الاختلاف في المتن: ففي رواية هُشيم هذه أن رجلًا سأل فقال: إنَّ أبي أدركه الحج، وهو شيخ كبير لا يثبت على راحلته … ، وبنحوه رواية شعبة، غير أن لفظ رواية هُشيم في "فتح الباري" ٤/ ٦٨: أن رجلًا سأل فقال: إنَّ أبي مات (؟). وفي رواية محمد بن سيرين (٢٦٤٣): فجاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن أمي عجوزٌ كبيرة … وفي رواية ابن عُلَيَّة عند أحمد (٣٣٧٧): فجاء رجل فقال: إن أبي - أو أمي؛ قال يحيى: وأكبرُ ظنّي أنه قال: أبي - كبير ولم يحجّ … وقال معمر بإثر روايته عن الزُّهري في "مسند" أبي يعلى (٦٧٣٧): وكان يحيى بن أبي إسحاق يحدِّثُ أنه سمع سليمانَ بنَ يسار أنها امرأة سألت عن أمِّها. وذكر الحافظ ابن حجر هذا الاختلاف على يحيى بن أبي إسحاق في "فتح الباري" ٤/ ٦٨، وذكر رواياتٍ أخرى للحديث هي عند ابن ماجه والطبراني وابن خُزيمة، وبَيَّنَ أَنَّ اسم الرَّجل حُصينُ بنُ عوف الخثعميّ، ثم جمع بين هذه الروايات فقال: والذي يظهرُ لي من مجموع هذه الطرق أنَّ السائل رجل وكانت ابنتُه معه، فسألَتْ أيضًا، والمسؤولُ عنه أبو الرجل وأمُّه =