للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فدَعِي الصَّلاةَ، وإذا أدْبَرَتْ فاغْسِلي (١) عنكِ الدَّمَ، ثم صلِّي" (٢).


(١) في هامش كلٍّ من (ك) و (هـ) وفوقها في (م): فاغتسلي واغسلي، وهو كذلك في "السُّنن الكبرى" (٢٠٧) ومكرَّره الآتي برقم (٣٤٩) (وذكر السِّندي هذه النُّسخة كما سيأتي من كلامه). وفي (ر): فاغتسلي، وفي هامشها: "واغسلي"، ووقع في بعض النسخ: فإذا.
(٢) حديث صحيح، رجالُه ثقات، والظاهر أنَّ عُروةَ سمعَ خبرَ فاطمةَ من عائشةَ كما سيأتي. عِمْران بنُ يزيد: هو عِمْران بنُ خالد بن يزيد بن مسلم القرشي، وقد يُقلب أو يُنسب لجدّه، وإسماعيلُ بن عبد الله العَدَوِيّ: هو ابنُ سَمَاعة، والأوزاعيّ: هو عبدُ الرحمن بنُ عَمْرو، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٠٧).
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٤/ (٩٠٠)، والأوسط (٢٩٥٢) من طريق عِمران ابن يزيد، بهذا الإسناد وقال: لم يروه عن الأوزاعيّ إلا ابنُ سماعة، ولا رواه عنه إلا عِمران، وفاطمةُ بنت قيس: هي فاطمةُ بنت أبي حُبيش.
وقال الدارقطني في "العلل" ٩/ ٣٧٨: الصحيح عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أنَّ فاطمة بنت أبي حُبيش. اهـ. وذكر البيهقيّ في "سننه" ١/ ٣٣٢ أنَّ هشام بنَ عروة بيَّنَ أنَّ أباه إنما سمع قصةَ فاطمةَ من عائشةَ . اهـ. وتعقَّبه صاحب "الجوهر النقي" (بالموضع المذكور) بأن ابنَ حزم زعم أن عروة أدرك فاطمة، ولم يستبعد أن يسمعه من فاطمة ومن عائشة. اهـ. وكذلك ذكر ابن القيِّم في "حاشيته على سنن أبي داود" ١٨/ ١٨٢ أن عروةَ أدرك كلتيهما، وأنه سمع منهما بلا ريب.
وقال الدارقطنيّ أيضًا في "العلل" ٨/ ١٣٩: وَهِمَ في قوله: بنت قيس، وإنما هي بنتُ أبي حُبيش. اهـ. قلت: وفي كلامه نظر، فإنَّ في قول المصنِّف في نسبتها: بنتُ قيس من بني أَسَدِ قريش، وتعيينِ الطبرانيّ لها آخرَ حديثه أنها فاطمةُ بنتُ أبي حُبَيْش ما يدلُّ على أنه لا وَهَمَ فيه، فاسْمُ أبي حُبَيْش قيسُ بن المطَّلب بن أَسَد بن عبد العُزَّى، وأمَّا فاطمةُ بنتُ قيس التي طلَّقها زوجُها وخطبَها معاويةُ وأبو الجَهْم وتزوَّجت بأسامة؛ فهي فاطمةُ بنتُ قيس بن خالد الأكبر بن وَهْب، من بني فِهْر، أختُ الضحَّاك بن قيس، والله أعلم، وينظر "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١٢١١) و (١٢١٢).
وسيأتي الحديث من طريق عَبْدَةَ ووكيع وأبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة برقم (٢١٢)، وإسنادُه صحيح، ومن طُرق أخرى بالأحاديث بعده، وسيتكرَّر سندًا ومتنًا برقم (٣٤٩).