للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠٢ - أخبرنا هشامُ بنُ عمَّار قال: حدَّثنا سَهْلُ بنُ هاشم قال: حَدَّثَنَا الأوزاعيُّ، عن الزُّهْريّ، عن عُروة

عن عائشة، أنَّ النبيَّ قال: "إذا أقبلتِ الحَيضةُ فاترُكِي الصَّلاةَ، وإذا (١) أَدْبَرَتْ فاغْتَسِلي" (٢).


= قال السِّنْدي: قوله: "ذلك" بكسر الكاف، على خطاب المرأة، "عِرْقٌ" أي: دمُ عِرْق، لا دمُ حيض، فإنه من الرَّحِم، "الحَيْضة" بفتح الحاء، أي: دم الحيض، أو بالكسر: حالة الحيض أو هيئته، "فاغسلي عنكِ الدَّمَ" الظاهرُ أنه أمرٌ بغَسْلِ ما على بدنها من الدّم، فلا بدَّ من تقدير، أي: واغتسلي، وتركُه إمَّا من الرُّواة أو لظهور وجوب الاغتسال … وفي بعض النُّسخ: "فاغتسلي واغسلي عنكِ الدَّم"، وعلى هذه النسخة يظهر الاستدلال، والظاهر أنه قصدَ الاستدلال بالرواية الثانية، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
(١) في (ك) و (هـ) و (يه) وفوقها في (م): فإذا.
(٢) حديث صحيح كسابقه، وهذا إسنادٌ حسنٌ من أجل هشام بن عمَّار، وبقيةُ رجاله ثقات غير سَهل بن هاشم، فإنه ينزل عن رتبة الثِّقة قليلًا، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٠٨).
وهذا الحرف: "إذا أقبلت الحَيْضَةُ فاتْرُكي الصلاة، وإذا أدْبَرَتْ فاغتسلي" زَادَهُ الأوزاعيُّ في رواية الزُّهريّ كما ذكر أبو داود بإثر الحديث (٢٨٥) وقال: لم يذكر هذا الكلامَ أحدٌ من أصحاب الزُّهريّ غير الأوزاعيّ … وإنما هذا لفظُ حديث هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة. انتهى.
وسلف حديث هشام قبله بهذا الحرف، وسيأتي برقم (٢١٢) كذلك، ولا تُعرف هذه الزيادة في حديث الحُفَّاظ عن الزُّهْري مثلِ عَمرو بن الحارث واللَّيث وغيرِهما إلا ما رَوى سهيلُ بنُ أبي صالح عنه: أمَرَها أن تقعدَ الأيامَ التي كانت تقعدُ ثم تغتسل؛ قاله أبو داود بإثر حديث سهيل (٢٨١)، وسيأتي حديثًا عَمرو بن الحارث واللَّيث برقمي (٢٠٥) و (٢٠٦).
ولم ينفرد الأوزاعيّ بزيادته هذه عن الزُّهْري، فقد تابعَه عليها النُّعمان بنُ المُنذر وحَفْصُ بْنُ غَيْلان كما سيأتي برقم (٢٠٤)، من روايتهم جميعًا عن الزُّهْري، والله أعلم، وزادها أيضًا سفيان ابنُ عُيينة عنه، كما سيأتي برقم (٢١٠) لكنه وهم فيها كما ذكر أبو داود، ورَوَى نحوَها محمد بنُ عَمرو بن عَلْقَمة عنه، كما سيأتي برقمي (٢١٥) و (٢١٦)، وسيتكرَّر الحديث برقم (٣٥٠).
وسيأتي الحديث بعده من رواية الأوزاعيّ عن الزُّهْريّ من دون هذه الزيادة.