قال الحافظ في "فتح الباري" ٨/ ٦٥٥: والمحفوظ: مالك بن عامر، وهو مشهور بكُنيته أكثر من اسمه، والقائل هو ابن سيرين، كأنه استغرب ما نقله ابن أبي ليلى عن ابن مسعود، فاسْتَثْبَتَ فيه من غيره. وقال الحافظ أيضًا: المشهور عن ابن مسعود أنه كان يقول خلاف ما نقله ابن أبي ليلى، فلعله كان يقول ذلك ثم رجع، أو وَهِمَ الناقلُ عنه. وعَلَّقه البخاري (٤٩١٠) من طريق حمَّاد بن زيد، عن أيّوب، عن محمد بن سِيرِين، به. وأخرج المصنِّف في "السُّنن الكبرى" (١١٥٤١) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الرَّحمن بن يزيد أن ابن مسعود قال: القُصْرَى نزلت بعد سورة البقرة: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: ٤]. وسيأتي بعده بنحوه من طريق علقمة بن قيس، ومختصرًا برقم (٣٥٢٣) من طريق الأسود ومسروق وعَبِيدة، جميعُهم عن ابن مسعود، به. قال السِّندي: قوله: "لكن عمَّه" أي: عبد الله بن مسعود "لا يقول ذلك" بل يقول بأبْعدِ الأجلَيْن، فالظاهر أن ابن العمِّ يتبعه، وهذا الذي نقلتَ منه غيرُ ثابت عنه، ولهذا أنكر عليه محمد فقال: "إني لَجَريء" بحذف همزة الاستفهام. "قال: قال" أي: ابن مسعود. "أتجعلون عليها التَّغليظ" أي: أبْعَدَ الأجلَيْن، وهذا من ابن مسعود إنكارٌ لما نَقَلَ عنه ابن أبي ليلى، فعُلم أنَّ ما نَقَلَ عنه ابن أبي ليلى غيرُ ثابت. "لأُنزِلَتْ" يُريد أن قوله تعالى: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ﴾ [الطلاق: ٤] بعد ﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: ٢٣٤]، فالعملُ على المتأخِّرة لأنها ناسخةٌ للمتقدِّمَة. (١) في (ر): نزلت.