للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أراقب (١) النبي وأنظُرُ طَرْفَه، هل يأذن لي في (٢) أن أنتصر منها. قالت: فشتَمَتْني حتَّى ظننتُ أنَّه لا يَكْرَه أن أنتصِرَ منها، فاستقبلتُها، فلم ألبَتْ أنْ أفحَمْتُها، فقال لها النبيُّ : "إنَّها ابنةُ أبي بكر" قالت عائشة: فلَمْ أرَ امرأةً خيرًا، ولا أكثر صدقةً، ولا أوصل للرَّحِم، وأبذل لنفسها في كلِّ شيء يُتقرَّب به إلى الله تعالى من زينب، ما عدا سَوْرةً من حِدَّةٍ كانت فيها، تُوشِكُ منها الفيئة (٣). قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، والصَّواب الَّذي قبله.

٣٩٤٧ - أخبرنا إسماعيل بنُ مسعود قال: حدَّثنا بشر - يعني ابنَ المُفَضَّل - قال: حدَّثنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة، عن مُرَّة (٤)


(١) في (ر): أرقب.
(٢) في (ك) و (هـ): من.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ معمرًا - وهو ابن راشد البصري - خالف في إسناده، فرواه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. ورَوَوه كما في الروايتين السابقتين عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة. وهو المحفوظ فيما قاله الذُّهلي والدارقطني - والمصنِّف بإثر الحديث - ينظر "الفتح" ٥/ ٢٠٨، و"العلل" للدارقطني ١٥/ ١٤٠ - ١٤١. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٨٨٤٣).
وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق (٢٠٩٢٥)، ومن طريقه أخرجه أحمد (٢٥١٧٤)، وابن حبان (٧١٠٥). ووقع التصريح في رواية عبد الرزاق - وعنه أحمد - أنَّ قولَه: "وكانت ابنة رسول الله حقًّا" هو مدرّجٌ من كلام الزُّهري.
قال السِّندي: قوله: "وكانت" أي: فاطمة "ابنة رسول الله حقًّا" أي: على أحواله وخصاله وآدابه، على أتم وجه وأوكده.
(٤) قوله: عن مُرَّة، استدرك من (ق) وهامشي (ك) و (يه)، وهو الموافق لما في "السنن الكبرى" (٨٨٤٤) و"التحفة" (٩٠٢٩). قلت: وأُشير في هامشي (ك) و (يه) إلى ذلك، وبأنَّ هذه الزيادة وقعت في بعض الأصول.