كتاب سنن النسائي - ط الرسالة

٥٠ - كتاب الاستعاذة - ١ - ذكر أفضل ما تعوذ به المتعوذون، وذكر اختلاف الناقلين لإسناد الخبر فيه - ج: 8 - ص: 456

٥٤٣٧ - أخبرني محمود بنُ خالد قال: حدَّثنا الوليد قال: حدَّثني ابن جابر، عن القاسم أبي عبد الرَّحمن

عن عُقبةَ بن عامر قال: بَينا أقودُ برسولِ الله ﷺ في نَقْبٍ من تلك النَّقاب إذ قال: "ألا تركَبُ يا عُقبة؟ " فأجلَلْتُ رسولَ الله ﷺ أن أركبَ مركبَ رسولِ الله ﷺ، ثُمَّ قال: "ألا تركَبُ يا عُقبة؟ " فأشْفَقْتُ أن يكون معصيةً، فنزلَ وركِبْتُ هُنيهةً، ونزلتُ (١)، وركِبَ رسولُ الله ﷺ، ثُمَّ قال: "ألا أُعلِّمُكَ سُورَتَين من خير سُورَتَين قرأَ بهما النَّاس؟ " فأَقرَأَني: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)﴾، فأُقيمَتِ الصَّلاةُ، فتقدَّمَ، فقرأَ بهما، ثُمَّ مَرَّ بي، فقال: "كيفَ رأيتَ يا عُقبة؟ اقْرَأْ بهما كلَّمَا نِمْتَ وقُمْتَ" (٢).

---

= غير معاوية بن صالح والقاسم مولى معاوية - وهو ابن عبد الرحمن - فإنهما ينزلان عن درجة الثقة قليلًا، وقد جاء التصريح بسماع القاسم مولى معاوية من عقبة في بعض روايات الحديث بعده. أحمد بنُ عَمرو: هو ابن عبد الله بن عَمرو بن السَّرْح، وابنُ وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (٧٧٩٩).
وأخرجه أبو داود (١٤٦٢) عن أحمد بن عَمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (١٧٣٥٠) عن زيد بن الحُباب، و (١٧٣٩٢) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.
وسلف في الحديث قبله ذكر الاختلاف فيه على عبد الرحمن بن مهدي.
وسلف برقم (٩٥٢) من طريق سفيان الثوري، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه، عن عقبة، وصحَّح أبو حاتم وابنُ خُزيمة الروايتين كما سلف الكلامُ عليه ثمَّة.
(١) في (م): ثم نزلت.
(٢) إسناده صحيح، القاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن مولى معاوية الدمشقي.
وقد صرَّح بسماعه من عقبة بن عامر كما سيأتي. الوليد هو ابن مسلم، وابنُ جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (٧٧٩٤). =