للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قرأتُ كتابَ عمر بن الخطَّاب إلى أبي موسى: أمَّا بعد، فإنَّها قدِمَتْ عَليَّ عيرٌ من الشَّام تحمِلُ شرابًا غليظًا أسودَ كطِلاءِ الإبل، وإنِّي سألتُهم على (١) كم يطبُخونه، فأخبروني أنَّهم يطبُخونه على الثُّلثين، ذهبَ ثُلثاه الأخبثان؛ ثُلثٌ بِبَغْيه، وثُلُثٌ بِريحِه، فمُرْ مَنْ قِبلَكَ يشربونَه (٢).

٥٧١٧ - أخبرنا سُويد بنُ نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن هشام، عن ابن سيرين، أنَّ عبد الله بنَ يزيد الخَطْميَّ قال:


(١) في (ر): عن.
(٢) أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عامر بن عبد الله، قال المزي في "تهذيب الكمال" ٤/ ٣٥: لا أعرف عامر بن عبد الله هذا مَن هو، إلا أن يكون عامر بن عبد الله العنبري الزاهد المعروف بعامر بن عبد قيس البصري كنيته أبو عبد الله وكان من سادات التابعين. سويد: هو ابن نصر، وعبد الله: هو ابن المبارك، وسليمان التَّيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو مِجْلَز: هو لاحِق بن حُميد. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٥٢٠٧) و (٦٨٢٨).
وأخرجه المصنف في "الكبرى" (٦٨٢٩) عن سويد، عن عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، أن عمر كتب إلى عمار بن ياسر .. فذكره بنحوه، ولم يذكر عامر بن عبد الله في الإسناد.
وينظر ما قبله وما بعده.
قال السِّندي: قوله: "كطلاء الإبل" أي: الذي يُطلى به الإبل الأجرب. "ثلث ببغيه وثلث بريحه" هكذا في كثير من النسخ بالباء الجارَّة الداخلة على البغي، مصدر بغى، بموحَّدة وغين معجمة: إذا جاوز الحدَّ، وكذا "بريحه" جار ومجرور، أي: ثلث خبيث بسبب ريحه، يريد أنَّ العصير له ثلاث أوصاف؛ أحدها بغيُه، أي: اشتداده وإسكاره، والثاني: أنَّه إذا اشتدَّ يحدث له ريحٌ كريهٌ، والثالث: مذوقٌ طيِّب، فينبغي أن يُقسَم أجزاؤه على أوصافه، وصار ثلثُه للبغي، والثاني للريح، والثالث للذوق، فالثلثان منه خبيثان والثلث طيَّب، فإذا أزالَ النارُ منه ثلثيه الخبيثين، بقي الباقي طيبًا، فصار حلالًا، وفي بعض النسخ: "ثلثٌ يبغيه" على أنه مضارع بغى، وكذا يريحُه.