للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمَّتَك لن يُطيقُوا ذلك، فارجع إلى (١) ربِّك، فاسأله (٢) أَنْ يُخفِّف عنك، فَرَجَعْتُ إلى ربِّي، فسألتُه أنْ يُخفِّف عنِّي، فجعلَها أربعين، ثم رَجَعْتُ إلى موسى ، فقال: ما صنعتَ؟ قلتُ: جعلَها أربعين فقال لي مثلَ مَقالتِه الأولى، فَرَجَعْتُ إلى ربِّي فجعلَها ثلاثين، فأتيتُ على موسى فأخبرتُه، فقالَ لي مثلَ مَقالتِه الأولى، فرَجَعْتُ إلى ربِّي، فجعلَها عشرين، ثم عَشْرَةً، ثم خمسةً، فأتيتُ على موسى ، فقالَ لي مثلَ مَقالته الأولى، فقلتُ: إِنِّي أَسْتَحْيِي (٣) من ربِّي ﷿ أَنْ أرْجِعَ إليه، فنُودِيَ أنْ قد أمْضَيْتُ فريضَتي، وخَفَّفْتُ عن عبادي، وأَجْزي بالحسنةِ عَشْرَ أَمثالِها (٤).


(١) في (م) وهامش: (ر) فراجِعْ، بدل: فارْجِعْ إلى.
(٢) في (ق) و (م) وهامشي (ك) و (يه): فسله.
(٣) في (ك): أستحي.
(٤) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسيّ.
وأخرجه أحمد (١٧٨٣٣) عن يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٣٢٠٧) معلَّقًا، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى" (٣٠٩) من طريق يزيد بن زُريع، ومسلم (١٦٤): (٢٦٥) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام، به، وقُرِنَ فيه هشام بسعيد بن أبي عَروبة، ولم يَسُقْ مسلم لفظه.
وأخرجه أحمد (١٧٨٣٤) … (١٧٨٣٧)، والبخاري (٣٢٠٧) و (٣٣٩٣) و (٣٤٣٠) و (٣٨٨٧)، ومسلم (١٦٤)، والترمذي (٣٣٤٦ مختصرًا)، وابن حبان (٤٨)، من طرق، عن قتادة، به. وعند مسلم: عن أنس بن مالك؛ لعله قال: عن مالك بن صعصعة.
قال السِّندي: قوله: "فمثل ذلك" أي: فجرى مثلُ ذلك، أو فعلوا مثلَ ذلك. "ثم رُفع" على بناء المفعول، أي: قُرِّب. "آخر ما عليهم" أي: ذلك الدخول آخِرُ دخول يدوم عليهم ويبقَى لهم، فهو بالرفع خبرُ محذوفٍ، أو: لا يعودون آخرَ أجلٍ كُتب عليهم، فهو بالنصب ظرف، وبهذا ظهر كثرةُ ما خلقَ الله تعالى من الملائكة، وهم كلُّهم أهل الرَّحمة والرِّضا، فيِهِ ظهر معنى "سَبَقَتْ رحمتي غضبي". "فإذا نَبْقُها" بفتح أو كسر فسكونِ موحَّدة وككَتِف، أي: ثمرُها، وواحدتُه بهاء. "قِلال" بكسر القاف جمع قُلَّة؛ بالضم، وهي الجَرَّة، و "هَجَر" بفتحتين: اسم موضع كان بقُرب المدينة.