للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ذكر هذا القَدْر من الأنواع في هذا الكتاب والأمثلة عليها كفاية

وقد نَسَجْتُها على منوال ما جاء في "بُغية الرَّاغب المُتَمَنِّي" لشمس الدِّينِ السَّخاوِي ؛ اخترتُ منه أمثلة، وزِدْتُ عليه أخرى، وثَمَّةَ أنواع أخرى ذكرَها السَّخاوي سهلة التناول لمن أرادها.

قال السَّخاويُّ: لو أمْعَنَّا النَّظرَ في كتابه لظهر لنا ما لَعَلَّه يَخْفَى عن كثيرين (١).

ثم قال السَّخاوي: وقد انفرد عن باقي الكتب السِّتَّة بعَقْد كتاب للتطبيق (٢)، ذكر فيه حديثَ النَّهْيِ عن وضع اليدين بينَ الرُّكْبَتَيْن، وكذا الإمساك بالرُّكب في الركوع، ونحو ذلك، وإن كانت الأحاديثُ مذكورةً فيها.

وكتاب للشروط مما يَنْتَفِعُ به القُضاة والمُوَثِّقون، فكتب في الأحباس منه قليلًا، ثم الجملة قُبيل عِشْرَة النِّساء، ومنه صورةُ ما يُكتبُ في شركة عِنانِ بين ثلاثة، وشركة مُفاوضة بين أربعة عند مَنْ يُجِيزُها، وتفرقةِ الشُّركاء عن شريكهم، والزَّوجَيْن، وغيرِ ذلك (٣).

ثم قال السخاويّ: وبالجملة؛ فكتابُ النَّسائي أقلُّ الكتب الستة بعد الصَّحيحَين حديثًا ضعيفًا، ولكنْ إنَّما أَخَّرُوه عن أبي داود والترمذي فيما يظهر لتأخره عنهما وفاةً. بل هو آخِرُ أصحابِ الكُتب السِّتّة وفاةً، وأسَنُّهُم، لم يُعَمَّرْ منهم أحد كتعميره.


(١) نعم؛ لو أنَّنا أردنا أن نكتب كلَّ ما وقفنا عليه أثناء عملنا في هذا الكتاب من أمثلة على الأنواع السالف ذكرها وغيرها ممَّا لم يُذكر؛ لبلغ ذلك الكثير، وبإمكان القارئ أن يقف على أمثلة أخرى في حواشي الكتاب، فرَحِمَ الله الإمام أبا عبد الرَّحمن النّسائي، ورَحِمَ سائر الأئمة، ورفع مقامهم ودرجاتهم، وجزاهم عن الأمة خير الجزاء.
(٢) كذا قال السَّخاوي ، وفيه نظر، فلم تتَّفق النسخ الخطيَّة على قوله: كتاب التطبيق، حتى نجزم بنسبة ذلك للنسائي، فقد سُمِّيَ في بعضها - وهي نُسخ جيِّدة - باب التطبيق، ثم إنه لم يرد أيضًا بهذا اللفظ (يعني بلفظ "كتاب التطبيق") في "السنن الكبرى" للنسائي ، بل جاء فيه بلفظ: التطبيق، دون كلمة كتاب، والله أعلم.
(٣) تنظر صورة الشركات التي أشار إليها السَّخاوي بعد الحديث (٣٩٣٦).

<<  <  ج:
ص:  >  >>