قال السِّندي: قوله: "زَيِّنُوا القرآن بأصواتكُمْ"، أي: بتحسين أصواتكم عند القراءة، فإنَّ الكلامَ الحَسَن يزيدُ حُسنًا وزينةً بالصوت الحَسَن، وهذا مُشاهَدٌ، ولما رأى بعضُهم أنَّ القرآنَ أعظمُ من أن يُحَسَّنَ بالصوت؛ بل الصوتُ أحقُّ بأن يُحسَّنَ بالقرآن قال: معناه: زيِّنوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسَّره غيرُ واحد من أئمَّة الحديث، وزعموا أنه من باب القلب، وقال شعبة: نهاني أيوب أن أُحدِّثَ: "زيِّنُوا القرآنَ بأصواتكم"، ورواه معمر، عن منصور، عن طلحة: "زيِّنوا أصواتكم بالقرآن" وهو الصحيح، والمعنى: اشتغلُوا بالقرآن واتخذُوه شعارًا وزينة. انتهى كلام السِّندي. وذكر الشيخ شعيب ﵀ في تعليقه على ابن حبان (٧٤٩) أنه لا وَجْهَ للقلب، وأورد أحاديث ترجّح ذلك، فانظره. وسيأتي بعده من طريق شعبة، عن طلحة، به. (١) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (١٠٩٠). وأخرجه أحمد (١٨٧٠٤) مطولًا، وابن ماجه (١٣٤٢) من طريق يحيى القطَّان ومحمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد، وليس عند ابن ماجه قول ابن عَوْسَجَة: كنتُ نسيتُ هذه … الخ. وسلف في الحديث قبله من طريق الأعمش، عن طلحة، به. (٢) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل محمد بن زُنبور المكِّيّ، وهو متابَع، وبقية =