للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنَّ زيدَ بنَ ثابت أخبرَه أن رسولَ الله أمْلَى عليه: "لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ من المؤمنينَ والمُجاهدونَ في سبيلِ الله". قال: فجاءه ابن أمِّ مَكْتُوم وهو يُمِلُّها (١) عَلَيَّ، فقال: يا رسولَ الله، لو أستطيعُ (٢) الجهادَ لَجَاهَدْتُ. وكان رجلًا أعمى، فأنزلَ اللهُ على رسولِه وفَخِذُه على فَخِذِي، حتى هَمَّتْ تَرُضُّ (٣) فَخِذِي، ثم سُرِّيَ عنه، فأنزلَ اللهُ ﷿: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [النساء: ٩٥] (٤).


(١) في (ر) وهامش (ك): يُمْلِيها.
(٢) في هامش (هـ): استطعت (نسخة).
(٣) في (ر): أن ترضَّ.
(٤) إسناده صحيح، صالح: هو ابن كَيْسَان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٤٢٩٣).
وأخرجه أحمد (٢١٦٠٢)، والترمذي (٣٠٣٣) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، هكذا روى غير واحدٍ عن الزُّهري، عن سهل بن سعد نحوَ هذا، ورَوى معمر عن الزُّهري هذا الحديث عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت، وفي هذا الحديث رواية رجل من أصحاب النبي ، عن رجل من التابعين، رواه سهل بن سعد الأنصاري، عن مروان بن الحكم، ومروان لم يسمع من النبي ، فهو من التابعين.
وقد تعقَّب الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٨/ ٢٦٠، الترمذيَّ، فقال: لا يلزم من عدم السماع عدم الصحبة، والأَولى ما قال فيه البخاري: لم يَرَ النبيَّ ، وقد ذكره ابن عبد البر في الصحابة لأنه وُلد في عهد النبي قبل عام أحد … وينظر تتمة كلامه.
وأخرجه البخاري (٢٨٣٢) و (٤٥٩٢) من طريقين، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه مسلم بإثر الحديث (١٨٩٨): (١٤١) من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن رجل، عن زيد بن ثابت، وعن سعد بن إبراهيم أيضًا، عن أبيه، عن رجل، عن زيد.
وسلف قبله من طريق عبد الرَّحمن بن إسحاق، عن الزُّهري، به.
قال السِّندي: قوله: حتى هَمَّتْ، أي: قَصَدَتْ وأرادَتْ فَخِذُهُ، والمراد: كادت تَرُضُّ، أي: تَكسِرُ.