للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٠٧ - أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن، عن مالك، عن الزُّهريّ، عن سالم

عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلَّى المغربَ والعِشاءَ بالمزدلفة (١).


= (٤٨٩٤) مع رواية سفيان الثوريّ، عن سَلَمة بن كُهيل، عن سعيد بن جُبير، به، وستأتي هذه الرواية برقم (٣٠٣٠).
وأخرجه أبو داود (١٩٣٠) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير وعبد الله بنِ مالك قالا: صلَّينا مع ابنِ عُمر بالمزدلفة المغربَ والعشاءَ بإقامة واحدة.
قال الترمذي بإثر (٨٨٨): حديثُ ابن عمر في رواية سفيان أصحّ من رواية إسماعيل بن أبي خالد، وحديثُ سفيان حديث صحيح حسن، والعملُ على هذا عند أهل العلم، لأنه لا تُصلَّى صلاةُ المغرب دون جمع، فإذا أتى جَمْعًا - وهو المزدلفة - جمعَ بين الصلاتين بإقامة واحدة، ولم يتطوَّع فيما بينَهما، وهو الذي اختارَه بعضُ أهل العلم وذهبَ إليه، وهو قولُ سفيان الثوريّ؛ قال سفيان: وإن شاءَ صلَّى المغربَ ثم تعشَّى ووضعَ ثيابَه، ثم أقام فصلَّى العشاء، فقال بعض أهل العلم: يجمعُ بين المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان وإقامتين، يؤذّن لِصلاةِ المغرب ويُقيم ويصلي المغرب، ثم يقيم ويصلي العشاء، وهو قول الشافعي.
وقال الدارقطني في "العلل" ٧/ ١٩٩: كان شيوخُنا يقولون: إن إسماعيل بن أبي خالد وَهِمَ في قوله: عن سعيد بن جُبير، وإنَّ الحديثَ حديثُ عبدِ الله بن مالك، والذي عندي - والله أعلم - أنَّ الحديثَيْنِ صحيحان … فيُشبهُ أن يكون أبو إسحاق قد تحفَّظَه عنهما، فحدَّثَ به مرَّةً عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر، فحفظَه عنه إسماعيلُ بن أبي خالد، وحدَّثَ به مرَّة عن عبد الله بن مالك، فحفظَه عنه الثوريّ ومن تابعَهُ.
لكنه قال في "التتبُّع" ص ٣٠٣: هذا عندي وهمٌ من إسماعيل، وقد خالفَه جماعة؛ شعبة والثوريّ وإسرائيل وغيرهم، روَوْه عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مالك، عن ابن عمر، وإسماعيلُ وإن كان ثقة؛ فهؤلاء أقْوَمُ منه لحديثِ أبي إسحاق، والله أعلم.
وقد سلف نحوه من طريق شعبة، عن سلمة بن كُهيل، عن سعيد بن جُبير برقم (٤٨١) وتنظر طُرقه ثمة.
(١) إسناده صحيح، عُبيد الله بن سعيد: هو أبو قُدامة السَّرَخْسيّ، وعبد الرحمن: هو ابنُ مهديّ، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر . =