"الكلب الأسود شيطان" حملَه بعضُهم على ظاهره وقال: إن الشيطان يتصوَّر بصورة الكلاب السُّود، وقيل: بل هو أشدُّ ضررًا من غيره فسُمِّي شيطانًا، وعلى كل تقدير لا إشكال يكون مرور الشيطان نفسه لا يقطع الصلاة لجواز أن يكون القطع مستندًا إلى مجموع الخَلْق الشيطاني في الصورة الكلبية، والله تعالى أعلم. اهـ. وينظر "التمهيد" ١/ ١٦٧ - ١٦٨، و"فتح الباري" لابن حجر ١/ ٥٨٩، وتنظر الأحاديث الآتية بعده. (١) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" (٨٢٩). وأخرجه أحمد (٣٢٤١)، وأبو داود (٧٠٣)، وابن ماجه (٩٤٩)، وابن حبان (٢٣٨٧) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، عن شعبة، عن قتادة، بهذا الإسناد، وعند ابن ماجه: الكلب الأسود. قال أبو داود: وقَفَهُ سعيد وهشام وهمَّام عن قتادة عن جابر بن زيد على ابن عباس. اهـ. وصحَّح أبو حاتم رَفْعَهُ كما في "علل" ابنه ١/ ٢٠٩. ونقل ابن رجب في "فتح الباري" ٤/ ١٢١ عن يحيى القطَّان قولَه: لم يرفعه عن قتادة غيرُ شعبة، ونقلَ أيضًا عن الإمام أحمد قولَه: حَدَّثَناه يحيى قال: شعبةُ رفَعَهُ، قال: وهشام لم يرفَعْهُ، قال أحمد: كان هشام حافظًا، ثم قال ابنُ رجب: وهذا ترجيح من أحمدَ لوقفه، وقد تبيَّن أنَّ شعبة اختُلف عليه في وقفِه ورَفْعه، ورَجَّح أبو حاتم الرازيُّ رَفْعَهُ.