والقياس على الشاذ في غير القرآن ممتنع فكيف به؟ ولان «امدا» لا يخلو اما ان ينتصب بأفعل فأفعل لا يعمل، وإما ان ينصب بلبثوا فلا يسد عليه المعنى. فإن زعمت أني أنصبه بإضمار فعل يدل عليه احصى كما اضمر في قوله واضرب منا بالسيوف القوانسا. على نضرب القوانس فقد ابعدت المتناول وهو قريب حيث ابيت ان يكون احصى فعلا ثم رجعت مضطرا الى تقديره واضماره. انتهى كلامه. وعقب عليه العلامة احمد المالكي بقوله:
وقد جعل بعض النحاة بناء افعل من المزيد فيه الهمز قياسا وادعى ذلك مذهب لسيبويه وعلله بأن بناء منه لا يغير نظم الكلمة وانما هو تعويض همزة بهمزة. عاد كلامه قال «وايضا فلو كان للتفضيل لم يخل انتصاب امدا إما بأفعل ... الخ قال احمد: ولقائل ان ينصبه على التمييز كانتصاب العدد تمييزا في قوله تعالى-واحصى كل شيء عددا-ويعضد حمله على أفعل التفضيل ورووه في نظير الواقعة واختلاف الاحزاب في مقدار اللبث وذلك في قوله تعالى {-إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّ يَوْماً-} فأمثلهم طريقة هو احصاؤهم لما لبثوا عددا وكلا الوجهين جائز، والله اعلم.
• {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ}: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. نقص: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. و «عليك» جار ومجرور متعلق بنقص. نبأ: مفعول به منصوب بالفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة وجملة «نقص» في محل رفع خبر «نحن».
• {بِالْحَقِّ}: جار ومجرور متعلق بحال من «نبأهم» اي ملتبسا بالحق او يكون حالا من ضمير «نقص» او من الكاف بمعنى ومعك الحق.
• {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ}: ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».فتية: خبرها مرفوع بالضمة.