للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الشعراء (٢٦): آية ٥٤] إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤)

{إِنَّ هؤُلاءِ}: ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هؤلاء: الهاء للتنبيه.

و«اولاء» اسم اشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم {إِنَّ»} و {إِنَّ»} مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لقول مضمر. اي قائلا.

{لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}: اللام لام التوكيد-المزحلقة-.شرذمة: خبر {إِنَّ»} مرفوع بالضمة. قليلون: صفة-نعت-لشرذمة وهي الطائفة القليلة مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. ووصفت الشرذمة بجمع المذكر لعدة وجوه تطرقت الى بعضها كتب التفسير. ارى تدوينها نصا استزادة في المعرفة. فقال الزمخشري في كشافه:

ذكرهم بالاسم الدال على القلة ثم جعلهم قليلا بالوصف ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلا واختار جمع السلامة الذي هو للقلة. وقد يجمع القليل على أقلة وقلل. ويجوز ان يريد بالقلة الذلة والقماءة ولا يريد قلة العدد، والمعنى: انهم لقلتهم لا يبالي بهم ولا يتوقع غلبتهم وعلوهم.

وعقب الإمام أحمد فذكر وجها خامسا آخر في تقليلهم وهو ان جمع الصفة والموصوف منفرد قد يكون مبالغة في لصوق ذلك الوصف بالموصوف وتناهيه فيه بالنسبة الى غيره من الموصوفين به كقولهم معا: زياد جياع، مبالغة في وصفه بالجوع فكذلك ههنا جمع قليلا وكان الاصل افراده فيقال لشرذمة قليلة كما افرد في قوله-كم من فئة قليلة-ليدل بجمعه على تناهيهم في القلة، لكن يبقى النظر في ان هذا السر يبقي الوجوه المذكورة على ما هي عليه، او يسقط‍ منها شيئا ويخلفه. وجاء في المصباح المنير يعني بهم اتباع موسى (ع) وكانوا ستمائة الف فجعلوا قليلين بالنسبة الى اتباع فرعون. والكلمة في الاصل هي الجمع القليل من الناس وهنا جاءت للجمع الكثير ولكنه كان قليلا الى من هو أكثر منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>