للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدخول حرف الامتناع عليها دونه؟ قلت: القول هو المقصود بأن يكون سببا لإرسال الرسل. ولكن العقوبة لما كانت هي السبب للقول وكان وجوده بوجودها جعلت العقوبة كأنها سبب الإرسال بواسطة القول فأدخلت عليها لولا وجيء بالقول معطوفا عليها بالفاء المعطية معنى السببية ويؤول معناه الى قولك: ولولا قولهم هذا إذا أصابتهم مصيبة لما أرسلنا ولكن اختيرت هذه الطريقة لنكتة أي لمسألة دقيقة. وهي أنهم لو لم يعاقبوا مثلا على كفرهم وقد عاينوا ما ألجئوا به الى العلم اليقين لم يقولوا-لولا-أرسلت الينا رسولا-وإنما السبب في قولهم هذا هو العقاب لا غير لا التأسف على ما فاتهم من الايمان بخالقهم.

[سورة القصص (٢٨): آية ٤٨] فَلَمّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنّا بِكُلٍّ كافِرُونَ (٤٨)

{فَلَمّا}: الفاء: استئنافية. لما: اسم شرط‍ غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه.

{جاءَهُمُ الْحَقُّ}: فعلم ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الحق: فاعل مرفوع بالضمة. وهو الرسول الكريم محمد المصدق بالكتاب المعجز مع سائر المعجزات وجملة {جاءَهُمُ الْحَقُّ»} في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد «لما» أي جاء قوم محمد (صلّى الله عليه وسلّم).

{مِنْ عِنْدِنا}: جار ومجرور متعلق بجاء أو بحال محذوفة من {الْحَقُّ»} و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{قالُوا}: الجملة: جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الإعراب. وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>