نهج قواعد هذا القرآن فدّونوا قواعد هذه اللغة الخالدة على مرّ العصور والأزمنة بمؤلفاتهم الجليلة القيمة آخذين بنظر الاعتبار كلمات العرب ولهجاتهم المتعددة. وكان كتاب الله العظيم باعثا قويا في تطوير علوم اللغة العربية وباعثا على نشأة علومها وتطويرها وهو ما دفع إلى اهتمام علماء التفسير الذين كان هدفهم كشف أسرار اعجازه وشرح مفرداته التي اتصفت بالفصاحة والبيان وسحر الألفاظ التي خلبت الألباب وحيرّت العقول لأنه المعجزة التي اختارها الله للخلود ومنذ نزول هذا الكتاب الكريم منذ ألف وأربعمائة عام ونيف وفي هذه القرون المتطاولة ظهر أعلام الشعراء وأعاظم البلغاء وكبار الفصحاء ولكن هيهات أن يقارن كل ما نظموه من الشعر وما دبجّوه من النثر الرفيع مع آية من آيات القرآن الكريم وهم فرسان البلاغة والفصاحة إلّا أنهم وقفوا عاجزين عن أن يأتوا بسورة من مثله.
وبما أنّ هذه النصوص القرآنية قد تناولها المفسرون- وما أكثرهم! - بالشرح والتفصيل والتفسير والتبيين إلّا انني وجدت افتقار جلّ المكتبات من كتب مماثلة لكتب التفسير عددا أو دونها تتناول إعراب تلك النصوص الكريمة فتملكني طموح بأن أساهم مع المساهمين- على قلتّهم- في خوض هذا الغمار المشّرف بأسلوب مختلف يتصف بالبساطة والسهولة والتركيز على إعراب اللفظة مبتعدا عن المعاني والصرف لأنّ مجال ذلك في كتب أخرى تناولته بالافاضة وأنا انهمك في إعراب سور القرآن الكريم آية آية ولفظة فلفظة وحرفا فحرفا كنت أهدف من ذلك العمل الذي أخذ من الوقت أكثر من خمس سنوات نيل مرضاة الله عزّ وجلّ وخدمة لغة كتابه الجليل مستعينا بعد الله تعالى بكتب التفسير لفهم المقصود من وراء القول الكريم قبل القيام بإعرابه وبمراجع الكتب اللغوية المتيسرة سائلا الله جلّت قدرته الهداية والعناية والتوفيق.
فالحمد لله على الدوام والصلاة على نبيّه الكريم خاتم الرسل الكرام.