ومعنى النفي والانكار ودخوله في حيز كلام مصدر بحرف الانكار وانخراطه في سلكه لانطوائه تحت حكمه وهو قوله تعالى في الآية السابقة {أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ»} بتقدير: أمثل الجنة كمن هو خالد في النار؟ حرف الانكار زيادة تصوير لمكابرة من يسوي بين المتمسك بالبينة والتابع لهواه وانه بمنزلة من يثبت التسوية بين الجنة التي تجري فيها تلك الانهار وبين النار التي يسقى اهلها الحميم. ومثل الجنة صفة الجنة العجيبة الشأن هذا ما ذكره الزمخشري ونظرا لما في هذا التأويل من الطلاوة فقد ارتأيت ان ادرجه هنا للاستمتاع والفائدة.
• {الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة- نعت-للجنة. وعد: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح.
المتقون: نائب فاعل مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب بمعنى: التي وعد الله بها المتقين.
• {فِيها أَنْهارٌ}: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. انهار: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية لا محل لها من الاعراب لانها داخلة في حكم الصلة كالتكرير لها بتقدير: التي فيها انهار ويجوز ان تكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هي فيها انهار. ويجوز ايضا ان تكون في محل نصب حالا بتقدير مستقرة فيها أنهار.
• {مِنْ ماءٍ}: حرف جر بياني لبيان جنس الانهار وتمييز له. ماء: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من انهار بمعنى فيها انهار هي ماء غير آسن.