للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محذوف، ويكون المعنى: اجعل بيننا وبينك وعدا لا تخلفه فان قلت: فبما ينتصب مكانا؟ قلت: بالمصدر أو بفعل يدل عليه المصدر. فإن قلت:

فكيف يطابقه الجواب؟ قلت: أما على قراءة الحسن فظاهر وأما على قراءة العامة فعلى تقدير وعدكم وعد يوم الزينة. ويجوز على قراءة الحسن أن يكون موعدكم مبتدأ بمعنى الوقت وضحى خبره على نية التعريف فيه لأنه ضحى ذلك اليوم بعينه. وعقب عليه الإمام أحمد بقوله: وفي إعماله وقد وصف بقوله لا تخلفه بعده إلا أن تجعل الجملة معترضة فهو مع ذلك لا يخلو من بعد من حيث إنّ وقوع الجملة عقيب النكرة بخيزها الشأن أن تكون صفة والله أعلم. ويحتمل عندي وجه آخر أخصر وأسلم. وهو أن يجعل موعدا اسم مكان فيطابق مكانا ويكون بدلا منه، ويطابق الجواب بالزمان بالتقرير الذي ذكره ويبقى عود الضمير فنقول هو والحالة هذه عائد على المصدر المفهوم من اسم المكان لأن حروفه فيه، والموعد اذا كان اسم مكان فحاصله مكان وعد، كما إذا كان اسم زمان فحاصله زمان وعد. واذا جاز رجوع الضمير الى ما دلت قوة الكلام عليه وان لم يكن منطوقا به بوجه فرجوعه إلى ما هو كالمنطوق به أولى. ومما يحقق ذلك أنهم قالوا: من صدق كان خيرا له: يعنون كان الصدق خيرا له، فأعدوا الضمير على المصدر وقدّروه منطوقا به للنطق بالفعل الذي هو مشتق منه، واذا أوضح ذلك فاسم المكان مشتق من المصدر اشتقاق الفعل منه، فالنطق به كاف في إعادة الضمير على مصدره والله أعلم.

{لا نُخْلِفُهُ}: الجملة الفعلية في محل نصب صفة-نعت-لموعد. لا: نافية لا عمل لها. نخلفه: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

{نَحْنُ وَلا أَنْتَ}: نحن: ضمير رفع منفصل في محل رفع توكيد للضمير في «نخلفه» الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد معنى النفي. أنت: تعرب إعراب «نحن» لأنها معطوفة عليها.

{مَكاناً سُوىً}: مكانا: أعربت. سوى: صفة-نعت-لمكانا منصوبة

<<  <  ج: ص:  >  >>