للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علي بن إسماعيل، وهو ابن القفال الكبير الشاشي، وذاعت شهرة كتابه "التقريب"، وتخرَّج به فقهاءُ خراسان، فغلب اسمُ الكتاب اسمَ صاحبه، فيقال دائمًا: صاحب التقريب، كما في "نهاية المطلب" و"الغاية في اختصار النهاية"، قال البيهقي: "لم أر أحدًا منهم -يعني المصنِّفين في نصوص الشافعي - رضي الله عنه - فيما حكاه أوثق من صاحب التقريب" (١)، وقال النووي: "كتابه التقريب كتاب عزيز، عظيم الفوائد من شروح مختصر المزني" (٢)؛ (ت نحو: ٣٩٩ هـ). والقفال الصغير المروزي أكثر ذكرًا في كتب الفقه، والكبير أكثر ذكرًا في كتب الحديث والتفسير، وإذا ذكر في كتب الفقه قُيِّد، كما فعل إمام الحرمين في "نهاية المطلب" وتبعه العز في "الغاية في اختصار النهاية" (٣).


(١) "طبقات الشافعية الكبرى" (٣/ ٤٧٤).
(٢) "تهذيب الأسماء واللغات" (٢/ ٢٧٨).
(٣) قال ابن السُّبكيّ في "طبقاته" (٥/ ٥٣) فيه: شيخ الخراسانيين، وليس هو القفال الكبير هذا أكثر ذكرًا في الكتب أي كتب الفقه ولا يذكر غالبًا إلا مطلقًا، وذاك إذا أُطلق قيِّد بالشاشي وربما أُطلق في طريقة العراقيين لقلَّة ذكرهم لهذا، والشاشيُّ أكثر ذكرًا فيما عدا الفقه من الأصول والتفسير وغيرهما. تفقه على الشيخ أبي زيد المروزي وسمع منه ومن الخليل بن أحمد القاضي وجماعة وحدث وأملى. قال أبو بكر السمعاني: كان وحيد زمانه فقهًا وحفظًا وورعًا وزهدًا وله في فقه الشافعي وغيره من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره. قال: وطريقته المهدية في مذهب الشافعي التي حملها عنه فقهاء أصحابه من أهل البلاد أمتن طريقة وأوضحها تهذيبًا وأكثرها تحقيقًا. رُحل إليه من البلاد للتفقه عليه فظهرت بركته على مختلفيه حتى تخرج به جماعة كثيرة صاروا أئمة في البلاد نشروا علمه ودرسوا قوله. هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>