كتاب الغاية في اختصار النهاية

كتاب الديات - ٣٢٧١ - فرع - ج: 6 - ص: 361

الجزء عن الجزء ونقصِ (١) الكلِّ عن الكلِّ.

وإن اندملتِ الجراحةُ ولم تُعْقِبْ شيئًا، فلا حكومةَ لها على أقيس الوجهين، واختاره الإمامُ، فإن قلنا: تجبُ، فهل تقدَّرُ باجتهاد الحاكم، أو يُنظر إلى الجرح وهو مؤلِمٌ أو مُدْمٍ (٢)؟ فيه وجهان، فإن اعتبرنا الألَمَ فقد قال الإمام: ينبغي أن يُشْرَطَ الخوفُ من عاقبة الجناية أو يخاف التنقيص وإن لم يقع ما يتخوَّفُه.

[٣٢٧١ - فرع]

إذا قلع سِنًّا شاغيةً (٣) مؤذيةً، أو أصبعًا زائدةً، أو نتف لحيةَ امرأةٍ وأفسد مَنْبِتَها، فزادت القيمةُ بذلك كلِّه، ففي الحكومة وجهان، فإنْ أوجبناها فزاد جمالُ المرأة بذلك، قدَّرناها غلامًا أُفسِدَ منبتُ لحيته في أوانها على قولِ الأصحاب، وقال الإمام: ينبغي أن يُحطَّ عما يجبُ في لحية الغلام، وخصَّ الأصحابُ هذا الخلافَ بالحُرِّ، ولم يوجبوا في العبد شيئًا إذا لم ينقُصْ بعدَ الاندمال، وهذا واضحٌ إن أوجبنا أرشَ ما نقص، وإن جعلنا جراحةَ مَن قيمتُه كجراح الحرِّ من ديته، فالقياسُ تخريجُه على الخلاف في الأحرار.

[٣٢٧٢ - فرع]

إذا حصل حولَ جُرحِ الحكومة شَينٌ كالقَحْلِ، وتغيُّرِ اللونِ أو الارتفاعِ

---

(١) في "س": "وينقص"، والصواب المثبت. انظر: "نهاية المطلب" (١٦/ ٤١٨).
(٢) في "س": "مدقى"، والصواب المثبت. انظر: "نهاية المطلب" (١٦/ ٤٢٠).
(٣) السِّنُّ الشاغية: يُقال: (شَغِيَتْ) السِّنُّ: زادت على الأسنان، وخالف منبَتُها منبتَ غيرها فهي (شاغية). والمعنى الثاني لها: أن تكون أطول أو أكبر أو مخالفةً لمنبت التي تليها. انظر: "المصباح المنير" للفيُّوميِّ (مادة: شغي).