"حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء" المسمّى بالمستظهري، وابن الصبّاغ: عبد السيد بن محمد البغدادي (ت: ٤٧٧ هـ)، صاحب كتاب "الشامل شرح مختصر المزني"؛ هم عراقيون ينقلون عن الطريقتين.
والمتولّي: عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري (٤٧٨ هـ)، صاحب "التتمة"، وإمام الحرمين: عبد الملك بن عبد الله (ت: ٤٧٨ هـ)، صاحب "نهاية المطلب"، والإمام الغزالي (ت: ٥٠٥ هـ)، صاحب "البسيط" و"الوسيط" و"الوجيز"، خُراسانيُّون ينقلون عن العراقيين.
وربما يعتمد كل غير طريقته في الفروع، فدوّنوا الفقه وجمعوا بين الطريقتين.
ثم قام إمام الحرمين بجمع طرق المذهب ووجوه الأصحاب المتقدمين في عمله العظيم "نهاية المطلب في دراية المذهب"، وقام بالترجيح فيما اختلف فيه الأصحاب، في ضوء قواعد المذهب، وسار تلميذه الغزالي من بعده على نهجه وأكمل ما بدأه وهذبه، وفتح المجال لتهذيب المذهب وتنقيحه، ذلك الغرض الذي خُدم وخُتم بجهود الإمامين الرافعي والنووي، ولهذا استحقَّا لقب الشيخين عند أئمة المذهب.
* تحرير المذهب:
بدأ فقه الشافعيّ قديمه وجديده يلتقيان في قول موحّد يمثل مذهب الشافعيّ، والراجح من قوله. وقد تُوِّجت الطريقة الثالثة الجامعة بين العراقيين والخراسانيين بظهور الإمامين الجليلين: الرافعيّ، والنوويّ، اللذين قاما بأكبر دور في تحرير المذهب وإرساء قواعده، وبظهورهما دخل