للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما نقلت عنه كتب أقرانه وتلاميذه وكتب التراجم عنه من فتاوى وآراء قد لا نراها مبثوثة في كتبه.

ومن الآداب التي كان يسلكها في درسه ما أورده علي بن عبد الله الغزولي البهائي الدمشقي (ت: ٨١٥ هـ) في "مطالع البدور ومنازل السرور" قوله: "كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام إذا قرأ عليه الطالب وانتهى، يقول: اقرأ من الباب الذي تليه ولو سطرًا، فإنِّي لا أُحبُّ الوقوف على الأبواب".

* * *

* سنده في فقه الشافعيّة:

لفقهاء الشافعيَّة الدمشقيين سندٌ مسلسلٌ بالأفقه في المذهب، والمعروف بسند (ما رأى أفقه من فلان)؛ فقد ذكر نجمُ الدّينِ الغزِّيّ في كتابه "الكواكب السائرة" (١/ ١١٧)، في ترجمة الإمام فقيه أهل الشام تقيّ الدين أبي بكر ابن قاضي عجلون الدمشقيّ (١)، هذا السندَ وقال:

"إني أقول: ما رأيتُ ولا أظنُّ أنّي أرى أفقه من شيخ الإسلام والدي،


(١) أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن، المولود بدمشق سنة (٨٤١ هـ)، والمتوفّى بها سنة (٩٢٨ هـ)، كان إمامًا بارعًا في العلوم، وكان أفقه زمانه، وأجلّ معاصريه وأقرانه، درَّس بالجامع الأموي وغيره وبالقاهرة دروسًا حافلة، وألَّف منسكًا لطيفًا، وكتابًا حافلًا سمَّاه "أعلام التنبيه، مما زاد على المنهاج من الحاوي والبهجة والتنبيه". انتهت إليه مشيخة الإسلام ورئاسة الشافعية ببلاد الشام بل بغيرها من بلاد الإسلام، وبرع أكثر تلاميذته فكانوا علماء الشام؛ قاله الغزّيّ في "الكواكب السائرة" (١/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>