للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي كتب الشافعيّة إذا أطلقوا لفظ قال أصحابنا الخراسانيون كذا، وطريقة أصحابنا الخراسانيين كذا فمرادهم القفال المروزي، شيخ طريقة خراسان وأتباعه، وهم أبو بكر الصيدلاني، وأبو القاسم الفوراني، والقاضي حسين المرورّوزي، والشيخ أبو محمد الجويني، وأبو علي السنجي، قيل والمسعودي (١)، فتارة يقولون: قال الخراسانيون، وتارة يقولون: قال المراوزة، وهما عبارتان عن معبَّر واحد.

فالخراسانيون، وإن كانوا أعمّ من المراوزة؛ لأنَّ مدن خراسان العظيمة أربعة: مرو، ونيسابور، وبلخ، وهراة، لكنهم يعبر ون تارة عن طريقة الخراسانيين بقولهم: قال المراوزة؛ لأن شيخ طريقة الخراسانيين ومعظم أتباعه مراوزة، فالقفال المروزي أخذ عن أبي زيد المروزي، عن أبي إسحاق


(١) هو محمد بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود المسعودي، الإِمام أبو عبد الله المروزي، المتوفى في حدود سنة (٤٢٠ هـ)؛ ومن المفيد الإشارة إلى قول الشيخ أبي عمرو بن الصلاح، كما نقله عنه ابن السُّبكيّ في "طبقات الشافعية الكبرى" (٤/ ١٧٣): "كلُّ ما يوجد في كتاب "البيان" للعمراني منسوبًا إلى المسعودي فإنه غير صحيح النسبة إليه وإنما المراد به صاحب "الإبانة" أبو القاسم الفوراني؛ قال: وذلك أنَّ الإبانة وقعت في اليمن منسوبة إلى المسعودي على جهة الغلط لتباعد الديار".
قلت [القائل ابن السُّبكيّ]: وقال أبو عبد الله الطبري صاحب "العدة" في أولها بعد أن ذكر ما ذكره ابن الصلاح إنَّ "الإبانة" تنسب في بعض بلاد خراسان إلى الصفَّار، وفي بعضها إلى الشاشي، وما ذكره ابن الصلاح من أن كل ما يوجد عن المسعودي في "البيان" فهو عن "الإبانة".

<<  <  ج: ص:  >  >>