ولا يوجد على هذه النسخة اسم مؤلّفها، كما أسلفتُ، فكانت مجهولة المؤلف، حتى إنَّ شيخنا العلامة عبد الغني الدقر رحمه الله ونوَّر ضريحه، لمّا فهرس مخطوطات الفقه الشافعيّ في دار الكتب الظاهرية لم يعثر على ذكرٍ لمؤلّفها، فذكر أنّه لم يظهر مؤلّفه، قال رحمه الله في وصفها:
"مختصر نهاية المطلب في دراية المذهب،
لم يظهر مؤلفه.
وهو مصاب بالقليل من الرطوبة والأرضة، وبرزت أبوابه باللون الأحمر.
أوله: كتاب الوصيّة بالأعيان المعينة والأجزاء الشائعة.
آخره: وإن قال طلقتك فأبرئيني، طلقت، ولم يلزمها الإبراء والله تعالى أعلم.
الخط نسخ كبير واضح" (١).
وبعد أن قرأتُ صنيعه في فهرسه، وقع في قلبي أنّ الكتاب إمَّا للعز بن عبد السلام، أو لابن أبي عصرون، وهما اللذان اختصرا "نهاية المطلب"، فطلبتُ معاينةَ الكتاب من مجموعات الظاهريَّة بِيَدَيَّ فوجدتُ فيها الإمام العزَّ رحمه الله يقف أمامي بعبارته وأسلوبه في النصّ، ومنهجه في التأليف في التبويب والتفريع والصياغة، فترجَّح أنَّ النصَّ الذي بين يدَيّ، هو من تصنيفِه
(١) فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية: "الفقه الشافعي"، وضعه عبد الغني الدقر، دمشق، المجمع العلمي العربي، ١٩٦٣ م، (ص: ٢٦٠ - ٢٦١).