للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالقرنُ السابعُ الهجريُّ، هو القرنُ الذي عاش فيه المؤلِّف، والبلدُ الذي نشأ به هو الشام، ومكانُ تأليفه هذا الكتاب هو مهاجره مصر؛ فيما أُرجِّح. لذلك فإنَّ الشام ومصر كانتا تشتركان في القراءة، وهي قراءة أبي عمرو؛ وكان الأمر من قبلُ في القراءة لأهل الشام قراءة ابن عامر إلى حدود الخمسمئة.

وقد قال ابن الجزري رحمه الله مؤرِّخًا ذلك في كتابه "النشر في القراءات العشر": "كان الناس بدمشق وسائر بلاد الشام حتى الجزيرة الفراتية وأعمالها لا يأخذون إلا بقراءة ابن عامر، ولا زال الأمر كذلك إلى حدود الخمسمئة" (١). ونقَلَ ابن الجزري عن أبي حيَّان الأندلسيّ المولود سنة (٦٥٤ هـ) والمتوفى سنة (٧٤٥ هـ) من خطّه: "أبو عمرو بن العلاء: الإمام الذي يقرأ أهل الشام ومصر بقراءته" (٢).

٣ - خَرَّجتُ الأحاديثَ الشريفة؛ واقتصرتُ في العزو على الشيخين فيما أخرجاه، وأصحاب السنن الأربعة، إن لم يكنْ فيهما. ولا أعدلُ عن ذلك ولا أُضيف مخرِّجًا آخر في الغالب إلا لنُكتة أو فائدة، وإن كان الخبر في غير الكتب الستَّة، خرَّجتُه من مظانِّه، وأبذل وسُعي في الأحوال كلِّها في تبيان درجة الحديث من كلام المحدِّثين والحُفَّاظ.

٤ - عرَّفتُ بالأعلام الواردة في النصّ، مترجمًا إيَّاها من كتب طبقات المذهب، كما صنعتُ معجمًا في مصطلحات رجال المذهب وكتبهم المشهورة المذكورين في "الغاية في اختصار النهاية"، أوردناه في هذه المقدمّة.


(١) "النشر في القراءات العشر" (١/ ٢٦٤).
(٢) "النشر في القراءات العشر" (١/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>