للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعدَه، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" (١)، وحسن أن يدعوَ الناسكُ ممَّا بدا له، ثمَّ ينزل ماشيًا على هينته حتَّى يبقى بينه وبين المِيل [الأخضر] (٢) المعلَّق بركن المسجد قدْرُ ستَة أذرع، فيسعى سعيًا شديدًا لا يُبْهِره (٣) إِلى أن يتوسَّط المِيلين الأخضرين اللذَينِ أحدُهما بفِناء المسجد، والآخرُ بفناء دار العبَّاس، فيمشي على هِينته إِلى أن يأتيَ المروةَ، فيرقى عليها كما رقى على الصفا، وذكر بعضُهم في السعي بين الأميال لفظَ الخَبَب، ولا يُعتدُّ بذلك.

وكان عليه السلام يقول في سَعْيه: "اللهمَّ اغفر وارحم، واعفُ عمَّا تعلم، وأنت الأعزُّ الأكرم (٤) "، اللهمّ ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة


(١) أخرجه مسلم (١٢١٨)، من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -.
(٢) زيادة من "ح".
(٣) يعني: لا يُجْهِدُه ويقطعه عن الاستمرار، والبُهْر: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعَدْو من تتابع النفَس. انظر: "تاج العروس" للزبيدي (مادة: بهر).
(٤) أخرجه الطبراني في "الدعاء" (٨٦٩) و (٨٧٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ٩٥)، من حديث ابن مسعود؛ دون قوله: "واعف عما تعلم". قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/ ٢٥١): "وفي إسناده ليثُ بن أبي سليم، وهو ضعيف؛ وقد أخرجه البيهقي موقوفًا من حديث ابن مسعود: أنه كما هبط الوادي سعى، فقال - فذكره - وقال: هذا موقوف صحيح الإسناد.
ثم قال: وروى البيهقي من حديث ابن عمر أنه كان يقول ذلك بين الصفاء والمروة، مثل ابن مسعود موقوفًا، وعلى هذا فقول إمام الحرمين في "النهاية" (٤/ ٣٠٥): صح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم اغفر ... إلى عذاب النار" فيه نظر كثير". =

<<  <  ج: ص:  >  >>