للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمّد بن عثمان الدمشقي سنة (٣٥٢ هـ) قضاء دمشق بعد قضاء مصر، فكان يُشجِّع على حفظ مختصر المزني، فَيُعطي لمن يحفظه مئة دينار (١).

وكثُر أتباعُ الشافعيّ بالشام حتى انتشر المذهب انتشارًا واسعًا فيها، زاحم المذاهب الأخرى، ولا سيما بعد القرن الخامس، حيث عُرف فيها فقهاء مشهورون، وأئمّة معروفون على مستوى عصرهم، مثل ابن أبي عصرون، وفخر الدّين ابن عساكر، والعزّ بن عبد السلام، وابنُ الصلاح، وسديد الدين التزمنتي، والنووي، والمِزِّيّ، وابنُ قاضي شهبة، وابنُ النفيس الطبيب الفقيه، وابنُ قاضي عجلون، وغيرهم كثير.

وفي عهد صلاح الدين الأيوبي أبطل العمل بالمذهب الشيعي، وأحيى المذاهب الأربعة السنيَّة، وجعل للمذهب الشّافعيّ الحظّ الأوفر، فقد كان هو وأسرته شافعيّين؛ وهو ما يُفسّر أحد أسباب نهضة المذهب في بلاد الشام.

وعرفت دمشق في تاريخها ستّين مدرسةً للمذهب الشافعيّ وحده (٢)؛ أوّلُها المدرسةُ الأمينيّة الشافعيّة، التي تأسّست سنة (٥١٤ هـ) على يد أمين الدين كمَشْتكين، نائب قلعة بُصْرى وصرخد (٣).

* * *


(١) انظر: "طبقات الشافعيّة" لابن السُّبكي (٣/ ١٩٦ - ١٩٨)، و"طبقات الشافعية" للإسنوي (٢/ ٥١٩ - ٥٢٠).
(٢) انظر: "خطط دمشق"، أكرم حسن العلبي (ص: ٥٤٤).
(٣) "خطط دمشق"، أكرم حسن العلبي (ص: ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>