[تفسير قوله تعالى:(أتأتون الذكران من العالمين بل أنتم قوم عادون)]
قال الله تعالى:{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:١٦٤ - ١٦٥]، فهو يبكتهم على مصائبهم وعلى ذنوبهم فيقول: ما الذي تصنعونه؟ ولم يفعل هذه الفاحشة قبل قوم لوط أحد، فأول من فعلها هم هؤلاء المعلونون، وسنوها لمن بعدهم، فكانت سنتهم القبيحة لعنة الله عليهم وعلى أشباههم، قال لهم رسولهم عليه الصلاة والسلام:{أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}[الشعراء:١٦٥ - ١٦٦] فكانوا لا يتزوجون النساء، بل كانوا يسافحون الرجال، وينكحون الذكران من العالمين، فقوله تعالى:{وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ}[الشعراء:١٦٦] أي: خلق ذكوراً وخلق إناثاً، وجعل الذكر يتزوج الأنثى، فكيف قلبتم الوضع؟ وكيف بدلتم نعمة الله عز وجل عليكم بهذا الكفران المبين الذي تصنعونه؟ فهل يعقل هذا الذي تفعلونه؟ وهل أنتم قوم تعقلون؟ قال تعالى:{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}[الشعراء:١٦٦] أي: بل أنتم قوم تتعدون الحلال إلى الحرام، ومن تعدى الحلال إلى الحرام فلا ينتظر من الله عز وجل إلا العذاب الأليم، قال لهم نبيهم عليه الصلاة والسلام:{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}[الشعراء:١٦٦] أي: متجاوزون للحد، واقعون فيما حرم الله، فانتظروا العقوبة من الله.