[قوله تعالى:(فأرسل فرعون في المدائن حاشرين وإنا لجميع حاذرون)]
{فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}[الشعراء:٥٣]، لما انتبه فرعون أن موسى خرج بمن معه إذا به يرسل ويجمع من جنوده من يحشر الناس ويجمعهم إلى فرعون قائلاً لهم:{إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}[الشعراء:٥٤]، يعني: موسى ومن معه شرذمة قليلون، والعدد الذي ذكر عن موسى ومن معه أنهم كانوا ثلاثمائة ألف أو ستمائة ألف والله أعلم كم كان العدد، فثلث مليون شخص أو نصف مليون شخص عدد كبير، وعندما يقول فرعون:(إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) فمعنى ذلك أن فرعون أتى بأضعاف مضاعفة أكثر من هؤلاء الذين خرجوا؛ لذلك حقرهم أمام من معه، وقال:(إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ).
قال الله تعالى:{وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}[الشعراء:٥٥] أي: أن هؤلاء القوم غاظونا.
قال تعالى:{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}[الشعراء:٥٦].
قوله:(وَإِنَّا) أي: مجموعة كبيرة.
قوله:(حَاذِرُونَ) قرأها ابن ذكوان والكوفيون: (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ)، وقرأها باقي القراء:(وإنا لجميع حذرون)، فـ (حاذرون) بمعنى مستعدون.
و (حذرون) معناها: متيقظون منتبهون، أي: أننا منتبهون لهؤلاء وسنعرف كيف نأتي بهم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.