أخبر الله نبيه بمهمته الذي كلف بها فقال له صلوات الله وسلامه عليه:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}[الفرقان:٥٦]، أي: وظيفتك يا محمد! البشارة والنذارة فحسب، ومثله قوله تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ}[آل عمران:١٤٤]، فوظيفة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا أنه رسول رب العالمين عليه الصلاة والسلام، والرسول: هو صاحب الرسالة أو موصلها، فالنبي صلى الله عليه وسلم جاءته رسالة من عند رب العالمين ليوصلها إلى الخلق، فأداها بأمانة صلوات الله وسلامه عليه كما أمره ربه حيث قال:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}[المائدة:٦٧]، أي: أنك إن تهاونت في شيء من رسالة الله عز وجل، فكأنك تهاونت بالجميع ولم تبلغ هذه الرسالة، وقد بلغ رسالة ربه سبحانه وأشهد الناس على ذلك وقال لهم:(ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم فاشهد)، فأشهد ربه سبحانه أنه بلغ الخلق هذه الرسالة التي مقتضاها تبشير من يطيع الله سبحانه وتعالى بالجنة، وبذلك سمي مبشراً عليه الصلاة والسلام، وهو منذر يخبرهم ويتوعدهم بالنار إذا عصوا ربهم سبحانه، فمعنى الآية: وما أرسلناك إلا مبشراً للمؤمنين ومنذراً للكافرين والعصاة.