[تفسير قوله تعالى:(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر)]
قال تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}[الحج:٧١] أي: يعبدون من دون الله أوثاناً، وأحجاراً، ويعبدون أناساً وشياطين وجناً.
وفي قوله تعالى:{مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}[الحج:٧١] قراءتان: قراءة الجمهور: (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) بالتشديد.
وقراءة ابن كثير، وأبي عمرو، ويعقوب:(مَا لَمْ يُنزِلْ بِهِ سُلْطَانًا) بالتخفيف، وهكذا في القرآن كله.
ومعنى قوله:((سلطاناً)) أي: دليل وبينة وكتاب من عنده سبحانه.
ثم قال تعالى:{وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ}[الحج:٧١] أي: لا علم لهم نزل من عند الله، ولا عقل يدل على ما يقوله هؤلاء، فلا نقل ولا عقل.
قال سبحانه:{وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}[الحج:٧١] فإذا جاءوا يوم القيامة وسئلوا: لماذا عبدتم هؤلاء؟ لا يجدون حجة نقلية، ولا حجة عقلية، ولا نصير ينصرهم يوم القيامة حين يردون إلى ربهم سبحانه وتعالى.
فكانوا في الدنيا في بعد عن رب العالمين، وقست قلوبهم.