للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تفسير قوله تعالى: (أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون)

يقول سبحانه: {أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} [الروم:٣٥]، والمقصود بالسلطان: كتاب وعلم من عند الله سبحانه، يعني: هل آتيناهم كتاباً يتكلمون به ويحاجونك به يا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه؟! وهل يتكلم هذا الكتاب الذي عندهم بما كانوا به يشركون؟ فليس عندهم أثارة من علم على ذلك، وليس للكفار شيء إلا الهوى، وليس عندهم إلا الباطل والكذب، والاستفهام هنا معناه: النفي، أي: ليس عندهم كتاب ولا حجة ولا برهان من الله سبحانه، فالسلطان هنا مأخوذ من التسلط، والتسلط قد يكون بالقوة، وقد يكون بالحجة والبيان، فالمعنى هنا: هل معهم ما يتسلطون به عليكم ويحاجونك ويجادلونك به من عند رب العالمين؟ والجواب لا، ليس عندهم ذلك، فلم يكذبون ويكذبون؟ قال تعالى: {أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} [الروم:٣٥] يعني: هل هذا السلطان والكتاب والعلم يخبر {بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} [الروم:٣٥]؟

الجواب

لا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>