قال سبحانه وتعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}[المؤمنون:٨٠]، من نعم الله سبحانه وتعالى العظيمة على العباد: أنه هو الذي خلقهم وأحياهم ليبتليهم، ثم يميتهم ليأجر المؤمنين الأجر الحسن ويدخلهم الجنة، ويحاسب الكفار والمفسدين ويدخلهم النار.
ومن نعمه كذلك الليل والنهار، قال سبحانه:{وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}[المؤمنون:٨٠]، فقد خلق الله الليل والنهار، ويملك سبحانه وتعالى ما في الليل وما في النهار، وكل ما يأتي عليه الليل والنهار، ومعنى اختلاف الليل والنهار: أن هذا مختلف عن هذا، فالنهار فيه نور، والليل فيه ظلمة، والليل يكون بارداً، والنهار يكون حاراً، وقد يفسر اختلافهما كذلك بالزيادة والنقصان، وقد يفسر كذلك بالتكرار، تقول: اختلفت في شيء: تكرر مني الذهاب إليه.
وقد فسر قوله تعالى:{وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}[المؤمنون:٨٠] بتواصل الليل والنهار خلف بعضهما بعض حتى يأتي يوم القيامة، وفسرت الآية أيضاً: بأن له ما مضى فيهما من سعادة الناس ومن شقاوة آخرين.
ثم أنكر عليهم عدم الاعتبار بآياته فقال:{أَفَلا تَعْقِلُونَ}[المؤمنون:٨٠]، فقد جعل لكم الحواس التي تعقلون بها، وجعل لكم آيات في الكون فهل تعتبرون بذلك؟ إذ إن من اعتبر فقد عرف الله سبحانه وتعالى وعبده، فيذكره ويشكره، ومن لم يعتبر فذاك الشقي الذي كتبت عليه الشقاوة.