يذكر المولى سبحانه أن كل مصيبة تنزل بالإنسان سببها الذنوب والآثام، ومن عظيم رحمته أنه يعفو عن كثير من الذنوب ويغفرها سبحانه، ثم بين بعد ذلك عظيم قدرته في إحاطته بخلقه وأنه لا يعجزه أحد منهم، وليس لهم من قريب أو ناصر يمنعهم من الله إن أراد حسابهم ومجازاتهم على أعمالهم، ثم ذكر آية أخرى دالة على عظيم قدرته وكمالها من جهة، ومن جهة أخرى تدل على ضعف الإنسان وأنه لا يفعل شيئاً إلا بعد أن يشاء الله تعالى، وهذه الآية هي تلك السفن التي تمخر عباب البحر، فإن أراد الله أسكن الريح فسكنت معها، وإن أراد أن يوبقها أوبقها، ولا يتعظ بهذه الآيات إلا من كان كثير الصبر على البلاء جزيل الشكر على النعماء.