للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)]

قال تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} [يس:٨١].

فهذا سؤال والجواب عنه معروف: بلى إنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير! {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ} [يس:٨١] الله الخالق العظيم، {بِقَادِرٍ} [يس:٨١] هذه قراءة الجمهور، وقرأها رويس عن يعقوب (يقدر).

الله خالق كل شيء {إِنَّمَا أَمْرُهُ} [يس:٨٢] في غاية السهولة، {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا} [يس:٨٢] إذا قضى أمراً أو أراد تكوين شيء، {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ} [يس:٨٢] بقول: (كن) فيكون الشيء الذي يريده الله تبارك وتعالى.

{كُنْ فَيَكُونُ} [يس:٨٢] هذه قراءة الجمهور بضم آخرها (فيكونُ) فيترتب على ذلك التكوين، ويقرؤها ابن عامر والكسائي (فيكونَ) كأن فيها (أن) محذوفة، فالتقدير (فأن يكون) يعني: هذا الشيء؛ ولذلك استحسنوا لمن يقرأ بقراءة الجمهور على الضم أنه يروم آخرها أو يشم آخرها يعني: يبين أن القراءة بالضم، خلاف القراءة الأخرى التي بالفتح.

قال تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [يس:٨٣] الملكوت: الملك العظيم.

فسبحان الله: تنزيهاً لله تبارك وتعالى وتعظيماً وتقديساً لله الذي بيده الملكوت.

والملكوت فعلوت صيغة مبالغة من الملك يعني: ملك عظيم، وملك الله سبحانه عظيم.

(وإليه تُرجعون) هذه قراءة الجمهور، وقراءة يعقوب (وإليه تَرجعون) المرجع إلى الله سبحانه للجزاء والحساب، للجنة أو للنار، نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>