قال الله تعالى:{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ}[الدخان:٣]، فبعد أن ذكر الله أن مصير الكفار إلى النار ذكر شجرة الزقوم، وهي الشجرة الملعونة في القرآن، وهي شجرة ملعونة لا يوجد فيها رحمة، ولا هي في مكان رحمة، واللعن الطرد من الرحمة، فليست في محل رحمته سبحانه، وليست في جنته ولكنها في ناره، فهي شجرة مطرودة من رحمة الله وموضوعة في النار؛ لتكون عذاباً لأهلها والعياذ بالله، والزقوم مأخوذ من الزقم، وهو اللقم للشيء، أي: وضع الشيء في الفم ودفعه فيه، فيتزقمونها في النار ويأكلونها كرهاً، ولا أحد يأكلها طوعاً، وفيها الشوك الذي يقف في الحلوق، فلا يأكلونها إلا زقماً ولقماً ودفعاً في أفواههم.
قال الله:{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ}[الدخان:٤٣ - ٤٤]، والأثيم هو الآثم الفاجر اللئيم، الذي أعرض عن الله سبحانه، وكفر بالله سبحانه، فاستحق أن يكون من أهل النار والعياذ بالله.
والأثيم جنس فيعم كل إنسان أثيم كفور، وكل إنسان عنيد متكبر على الله سبحانه ومتكبر على خلق الله سبحانه، وكل إنسان خارج من طاعة الله، فهذا طعام الأثيم، وليس لهم طعام غيره، فطعامهم شوك يقف في الحلوق، وطعامهم الزقوم، ولو أن قطرة من الزقوم نزلت إلى الدنيا، لأفسدت على العباد مياههم وبحارهم وأنهارهم وطعامهم، فكيف بمن تكون طعامه؟!