قال الله:{فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}[الصافات:٢] أي: أن الملائكة تنزل بآيات الله سبحانه تبارك وتعالى التي فيها الزجر عن المعاصي، وزجر العباد عن القبائح، فالملائكة تزجر بني آدم عن الوقوع في المعصية بما ينزلونه من عند الله سبحانه على العباد.
{فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}[الصافات:٢ - ٣]، فالملائكة تزجر عن المعاصي، وقد يرسلها الله لتهلك أقواماً بسبب معاصيهم، وهذا زجر عن المعصية وعن قبائح الأمور.
{فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}[الصافات:٣] أي: أن الملائكة تتلو ذكر الله سبحانه، فهم يسبحون الله سبحانه، ومنهم من ينزل على الأنبياء بكتب الله يقرءون عليهم ويعلمونهم، كما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يتلو عليه ويعلمه، فيحفظ منه ويتعلم منه عليه الصلاة والسلام.
{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}[الصافات:١ - ٣]، وقد قرأ أبو عمرو هذه الآيات الثلاث بالإدغام، وأدغم التاء في الصاد في الآية الأولى، والتاء في الذال في الآية الثانية، والتاء في الذال في الآية الثالثة يعقوب بخلفه، وكذلك حمزة فهو يدغم، فإذا أدغم حمزة فيمد فيها، وإذا أدغم غيره جاز له أن يمد حركتين وأربع وست حركات، والقراءة بالإدغام: هي أن يلغي التاء ويقرأ الصاد مكانها، والقسم في الثلاث الآيات جوابه:{إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ}[الصافات:٤]، وهذا هو المقصود من إرسال الرسل، ومن إنزال الكتب، وهو بيان توحيد الله سبحانه، وأنه الذي يستحق العبادة وحده.
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.