للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ذكر زمن نزول قوله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا)]

قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد:١١]، هذه الآية نزلت قبل وقعة أحد، ولذلك في أول غزوة أحد انتصر المسلمون ولما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم انهزم المسلمون، وظهر الكفار، ثمَّ أجمع الكفار على المسير.

ووقف أبو سفيان يرفع صوته، فيقول: أفيكم محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: (لا تجيبوه) فقال: أفيكم محمد؟ قال: (لا تجيبوه)، ففرح أبو سفيان وقال لمن حوله وللمؤمنين: أما محمد فقد قتل، فلم يمسك عمر لسانه وقال: قد أبقى الله لك ما يخزيك أيها الكافر، لم يمت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقتل، فرفع أبو سفيان شعاراً وقال: اعل هبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا تجيبوه؟ قالوا: ماذا نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، قال: ألا تجيبوه؟ قالوا: وما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم) يعني: وإن انتصرتم فالله معنا وليس معكم.

فالله مولى المؤمنين سواء كانوا منتصرين أو مغلوبين، يتركهم حين يتركون الحق، ويبتعدون عن الصواب ولكن لا يتركهم دائماً، بل لا بد أن تكون هناك فئة من المؤمنين ينصرهم الله سبحانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم، أو خذلهم حتى تقوم الساعة).

إذاً: الله ينصر المؤمنين، والله يتولاهم، وقد يختبرهم بالمحن أياماً، أو شهوراً، أو سنيناً، ولكن لا يدوم ذلك، فقد وعد الله عز وجل بنصر هذا الدين، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سيمكن للإسلام والمسلمين بعز عزيز، أو بذل ذليل، بعز يعز الله عز وجل به الإسلام، وبذل يخزي به الكفار.

نسأل الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين.

أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>