قال تعالى:((وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ)) وهذا الرسول الكريم هو موسى عليه الصلاة والسلام، فقد كان كريماً على الله سبحانه وتعالى، فقد أحبه الله وجعله واحداً من الخمسة أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهو كريم على ربه سبحانه وتعالى، وكان كذلك كريماً في قومه، ومن أوسطهم نسباً، وكان من أشرف قومه عليه الصلاة والسلام، فأكرمه الله عز وجل بالنبوة والرسالة، وأكرمه وهو صغير بمعجزات، فنجاه من اليم، ورباه في بيت فرعون، فكان معززاً مكرماً من صغره صلوات الله وسلامه عليه، ولم يقدر أحد أن يصل إليه بشيء.
وأيضاً من كرمه على الله أن كلمه الله سبحانه وتعالى، ومن كرمه على الله أن أعطاه الله عز وجل الأخلاق الحسنة: من التجاوز والصفح عمن يظلمه، ومن كرمه على الله أنه كان في لسانه لثغة فدعا ربه أن يزيلها فاستجاب له ربه سبحانه وتعالى، قال تعالى حاكياً دعاء موسى له:{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي}[طه:٢٥ - ٣٠].
فأخبر الله عز وجل أنه استجاب له ذلك كله فقال له: يا موسى لقد استجبنا لك هذا الذي سألته كله، ونخبرك أنا قد مننا عليك من قبل إذ نجيناك وقد كنت في اليم، وذكر الله عز وجل ما أكرم به موسى عليه الصلاة والسلام من صغره إلى أن صار رسولاً عليه الصلاة والسلام.