يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلوات الله وسلامه عليه والمؤمنين بإقامة الوجوه لهذا الدين الحنيف، الدين القيم دين الإسلام، وهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها سبحانه.
فهم مولودون على ذلك، فقد جعل الله عز وجل في قلوبهم هذه الفطرة والاستقامة على دين الله سبحانه، فالقلوب مهيأة لقبول هذا الدين، والخلق مفطورون على ذلك، (ولكن أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، كما جاء في حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه.
قال:{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:٣٠] أي: خلقهم على ذلك، فقلوبهم سليمة تقبل التوحيد ودين الإسلام، وتقبل ما يأتيها من شرع رب العالمين سبحانه وتعالى، فهم مفطورون منشئون مخلوقون على ذلك، قال سبحانه:{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:٣٠].
ثم قال:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}[الروم:٣٠] أي: استقم على هذا الدين، ووجه وجهك إليه وإلى شرع الله سبحانه مطيعاً منفذاً أوامر الله سبحانه، مبتعداً كل البعد عن الباطل، وعن الشرك بالله سبحانه، وعن الأديان الباطلة ومعصية الله سبحانه، حنيفاً مستقيماً على شرع الله سبحانه، وهو كما قال تعالى:{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:٣٠].