[تفسير قوله تعالى:(وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك)]
قال الله:{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}[الحج:٥٤] الناس أصناف: المنافقون، والكفار، والمؤمنون أهل العلم، فالذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم هؤلاء في شقاق بعيد عن دين رب العالمين سبحانه، أما المؤمنون وخاصة أهل العلم فهم كما قال الله:{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ}[الحج:٥٤]، يؤمنون ويزدادون إيماناً {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}[الحج:٥٤] لأنهم علموا أن هذا الحق من رب العالمين، والإخبات السكون، والخشوع، والتواضع، والإنابة إلى الله سبحانه تبارك وتعالى والطاعة، فأهل الإيمان أهل العلم عرفوا الحق من الله عز وجل.
{فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الحج:٥٤] هذا وعد من الله سبحانه تبارك وتعالى أن يهدي المؤمنين إلى صراط الجنة وإلى طريق الجنة، وهو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ولا تعريج على النار، ولكن يهديهم إلى جنته سبحانه تبارك وتعالى، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الحج:٥٤] فيثبتهم في الدنيا على الخير وعلى الحق، ويثبتهم عند السؤال، ويثبتهم عند المرور على الصراط حتى يدخلهم الجنة سبحانه تبارك وتعالى على صراط مستقيم.