[تفسير قوله تعالى:(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)]
قال الله عز وجل في المؤمنين:{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[الزمر:١٨] يستمعون الكلام فينتقون أطايب الكلام، وأطيب الكلام كلام رب العالمين، وكلام النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه، فهم يستمعون القول فيأخذون أحسن الحديث وهو كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتبعونه ويعملون به.
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ}[الزمر:١٨] هداهم: من عليهم بالهدى سبحانه، والهدى هدى الله يهدي به من يشاء من عباده، فالله يهدي جميع عباده بمعنى يدلهم على الطريق كما قال:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد:١٠]، فدل على طريق الخير وبين طريق الشر، اتبعوا هذا واجتنبوا هذا.
والمؤمن يزيده الله سبحانه هدى من عنده وتوفيقاً للعمل الصالح، فالله يؤيد المؤمن فيأخذ بما أمره الله عز وجل، وأما الكافر وأما المنافق وأما الفاجر فيخذله الله سبحانه تبارك وتعالى، وقد دله ولكنه اتبع هواه فحق عليه كلمة الله فكان من الخاسرين، قال الله في المؤمنين:{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ}[الزمر:١٨] دلهم ووفقهم سبحانه وحولهم من ضلال إلى خير.